
بينما تبدأ الطوائف المسيحية أسبوع الآلام، تدخل الدولة اللبنانية بدورها أسبوعاً حاسماً على مختلف المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية، وسط حراك ديبلوماسي ثلاثي الاتجاه: نحو دمشق والخليج وواشنطن.
فاليوم، يتوجّه رئيس الحكومة نواف سلام إلى دمشق يرافقه وزراء الخارجية والدفاع والداخلية، في زيارة تعتبرها مصادر رسمية محطة تأسيسية لإعادة تنظيم العلاقة بين البلدين. وتشمل الملفات المطروحة تعزيز التنسيق الأمني، ضبط الحدود ووقف التهريب، وتفعيل العلاقات الديبلوماسية، مع طرح إلغاء المجلس الأعلى اللبناني السوري على الطاولة.
وفي ظل التبدلات السورية الإقليمية، ستتناول المحادثات ملف ترسيم الحدود وإعادة النظر بالاتفاقات الثنائية. كما سيبحث الجانبان ملف وجود “حزب الله” في سوريا على قاعدة احترام السيادة المتبادلة.
الزيارة تأتي بعد لقاء سعودي – سوري – لبناني قبل أسبوعين جمع وزيري الدفاع في البلدين برعاية سعودية، ما يعكس مناخاً إقليمياً داعماً لإعادة ترميم العلاقات اللبنانية – السورية.
أما على خط واشنطن، فيستعد الوفد اللبناني المفاوض مع صندوق النقد للتوجّه نهاية الأسبوع إلى العاصمة الأميركية لاستئناف المفاوضات، فيما يزور رئيس الجمهورية جوزاف عون كلاً من قطر والإمارات الأربعاء، في جولة تحمل أبعاداً سياسية ومالية.
وفي سياق أمني متصل، أعلن الجيش اللبناني أمس ضبط شاحنة محملة بمعدات لصناعة الكبتاغون في الهرمل، كانت معدّة للتهريب من سوريا، ما يعزز أهمية التعاون الحدودي المشترك بين البلدين.
كما يحضر ملف المفقودين اللبنانيين في السجون السورية، وملف النازحين السوريين، حيث تسعى الحكومة لإطلاق خطة لإعادة 400 ألف نازح، وسط اتصالات دولية لتأمين تمويل عودتهم.
في المحصلة، أسبوع تتشابك فيه الملفات الحساسة، وسط رهانات على تحريك عجلة التعافي، من الحدود الشرقية إلى واشنطن، مروراً بالخليج.
المصدر : كبريال مراد ، نداء الوطن