“تحالف الأضداد” في انتخابات بلدية بيروت !..”أحزاب لبنان” اجتمعت لتعويض “ضمانة” سعد الحريري.. و الحلّ في مكانٍ آخر ! لا ممثل “للمستقبل” و “الحريري” في العاصمة.. و أي كلام آخر “انتحال صفة” !!

كتب د. عبدالله بارودي

لا تستحقون بيروت.. ولا أبناء بيروت.. ولا حتى العيش في بيروت.. تريدون فرض رأيكم عليها و على أبنائها تحت شعار “المناصفة”.. و أنتم تعلمون تمامًا بأنكم لست أهلًا لها.. و لا تستطيعون المحافظة عليها و لا على تحقيقها و لا حتى على حمايتها..

المشكلة ليست في “المناصفة” بين المسلمين و المسيحيين بمجلس بلدية بيروت.. فلا فرق بين بيروتيّ مسلم و بيروتيّ مسيحيّ، لا فرق بين ابن طريق الجديدة و ابن الأشرفية.. تحاولون تضليل الناس و الإمعان في الإستخفاف بعقولهم، و اللعب على الوتر الطائفي و المذهبيّ..

أنتم أكثر من يعلم، بأن المشكلة الحقيقية تكمن بإنتخابكم لمجلس معطّل منذ اليوم الأول لإنطلاقة عمله، بسبب غياب الصلاحيات التي جرى حصرها كلها بيد محافظ العاصمة..
فعن أي مجلس تتحدثون، و عن أي إنماءٍ تتكلمون ؟؟

تصرّون على الخطأ، و على ارتكابه، و تريدون من “البيروتيين” دعمكم واعلاء كلمتكم و الإنتصار لخياراتكم..

تطالبون الرئيس سعد الحريري بمشاركتكم الخديعة، تصرون عليه، لأنكم تعلمون أنه وحده القادر على حماية ما تدّعونه “مناصفة”، و هي في حقيقة الأمر “محاصصة” فيما بينكم، و يا ليتكم تحسنون اختيار من يمثلكم في خدمة بيروت و أهلها!..

الرئيس الحريري يعلم تمامًا مكمن الخلل، و هو ليس على استعداد لتكرار التجارب السابقة.. علّق عمله السياسيّ بكل تفاصيله، لأنه لن يعيد خيبات الأمل و لا سقطات الماضي.. فحريّ به ان لا يشارككم جريمتكم بحق ” حبيبته” بيروت..


وعوضًا ان تفهموا فحوى رسالة سعد الحريري، و أهمية موقف سعد الحريري، و صوابية قرار سعد الحريري، ومغزى مطلب سعد الحريري، و هدف ابتعاد سعد الحريري.. أصرّيتم على المضيّ في جريمتكم، و ارتكاب حماقتكم، ظنًّا منكم ان ما تفعلونه يخدم بيروت، و يحمي بيروت، و يحافظ على بيروت، و يوحّد بيروت..


اجتمعتم و اتخذتم القرار الذي برأيكم يمكن من خلاله تعويض فقدان “كلمة” أو “ضمانة” سعد الحريري.. فكان خياركم تحالف “الأضداد”، أحزاب من أقصى اليمين الى أقصى اليسار و ما بينهما.. لا يجمعهم شيء لا في السياسة و لا في الإقتصاد و لا في الثقافة و لا في الفكر.. لكنهم اجتمعوا على بلدية بيروت، لكسرها أكثر و محاصرتها أكثر و ضربها أكثر و اخضاعها أكثر !!..

هكذا برأيهم يمكن ان يضمنوا “المناصفة” و يعلنوا الإنتصار، و يبقى الحال البلديّ على ما هو عليه.. من فشل الى آخر، و من اخفاق الى آخر، ومن سقوط الى آخر، لتزداد معها خيبات الأمل، و يفقد أبناء العاصمة الأمل..

صارحوا الناس، و اسمعوا لهم، واجهوا الناس بحق، و اصغوا لوجعهم، اعيدوا الصلاحيات لمجلسهم البلديّ و رئيسه، و ليُحاسب بعدها كل شخص على تقصيره او اهماله بحق أهله و ناسه.. لا تقسيم و لا تعديل .. بيروت لكل أبنائها وفق مقتضيات الحق و العدالة..
ارجعوا عن مخططاتكم.. وارحموا من الناس من ألاعيبكم.. لأنكم ستكتشفون غدًا بأن بيروت ليست معكم، و ليست في صفّكم، و لن تدعمكم..
بيروت ستُعرّيكم حتمًا و تكسر شوكتكم، وستنتصر لكبريائها و لعنفوانها.. و لن “تركع”!..

بالمناسبة، نسمع من بعيد كلامًا “خبيثًا” يفيد أن بعضهم يعمل على تشكيل لائحة بإسم “الحريريين” أو لتعويض غياب سعد الحريري بحجة تأمين “المناصفة” و حفظ وصيّة “رفيق الحريري”.. لهؤلاء اجلسوا في بيوتكم و استريحوا و اخجلوا من أنفسكم!!..

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top