تسوية مرتقبة… وسلاح “الحزب” في الواجهة

بعد أيام قليلة على مغادرة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس بيروت، حلّ الأمير السعودي فيصل بن فرحان بشكل مفاجئ في العاصمة اللبنانية. الزيارتان ليستا منفصلتين، بل تأتيان في سياق تنسيق سعودي – أميركي محكم حول الملف اللبناني، بما يؤكد أن لبنان بات اليوم تحت مجهرٍ مشترك بين الرياض وواشنطن، في إطار رؤية متكاملة تشمل السيادة والإصلاح.

أولويات واضحة: سيادة وإصلاح

بحسب مصادر دبلوماسية لبنانية مطلعة تحدثت لـ”نداء الوطن”، فإن أجندة واشنطن والرياض باتت واضحة: دعم قيام الدولة عبر حصر السلاح بيد القوى الشرعية، تطبيق القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار، والمضي بالإصلاحات الاقتصادية والإدارية الضرورية. وتشمل الأجندة أيضاً ملفات شائكة كضبط الحدود، مكافحة التهريب، إقرار قوانين لمكافحة الفساد، وإنجاز التعيينات على أساس الكفاءة. الهدف هو بناء دولة قوية، تعيد الانتظام إلى المؤسسات، وتُنهي عهد تغليب الدويلة على الدولة.

توقيت زيارة بن فرحان ليس صدفة

تزامنت زيارة وزير الخارجية السعودي مع انطلاق جولة مفاوضات جديدة بين واشنطن وطهران في مسقط، وهو ما تراه المصادر رسالة مباشرة من السعودية وأميركا إلى إيران: “ورقة لبنان لم تعد في يد طهران”. الرسالة تتعدى حدود بيروت إلى دمشق، حيث تواكب الرياض جهود ترسيم الحدود وضبطها بين لبنان وسوريا عن قرب.

“حزب الله” خارج الحسابات الجديدة؟

وفي المقابل، تتحدث أوساط لبنانية مقربة من محور الممانعة عن رهان إيراني على تحييد “حزب الله” في أي اتفاق مستقبلي مع الولايات المتحدة. إلا أن مصادر سيادية تشدد على أن هذا الرهان خاطئ، مؤكدة أن قرار المجتمع الدولي حُسم: لا مكان للفصائل الإيرانية المسلحة في خريطة الشرق الأوسط الجديدة، سواء عبر التسوية أو المواجهة التدريجية.

الخلاصة، وفق المصادر، أن مرحلة تدوير الزوايا انتهت، والمعادلة الجديدة تقوم على قاعدة: إما دولة أو لا دولة، والرسائل الإقليمية والدولية باتت أكثر من واضحة.

المصدر : لارا يزبك، نداء الوطن

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: