
في ظل التطورات الوبائية المقلقة التي تشهدها الدول المجاورة، يواجه لبنان خطرًا حقيقيًا يُنذر بعواقب وخيمة على الثروة الحيوانية. فقد تم تسجيل حالات جديدة من مرض الحمى القلاعية في بعض البلدان المحيطة، وظهرت سلالات فيروسية جديدة (SAT1 وSAT2) لم يُرصد لها وجود سابق في المنطقة، مما يزيد من احتمالية انتقال العدوى إلى الأراضي اللبنانية نتيجة التداخلات الحدودية وحركة المواشي المشتركة.
وزارة الزراعة اللبنانية، وفي تصريح لموقع mtv، أكدت أن لبنان بات في دائرة الخطر، وهو ما دفعها إلى إعلان حالة الاستنفار ورفع مستوى الجهوزية لمواجهة هذا التهديد، من خلال سلسلة إجراءات وقائية مشددة. فقد تم التشديد على منع استيراد المواشي الحية من الدول التي لا تُصنّف خالية من المرض، ويُشترط تلقيح المواشي عند نقطة الدخول بعد خضوعها للفحص الحسي وأخذ العينات المطلوبة.
وعلى المستوى المحلي، تستمر عمليات التحصين في مختلف المناطق اللبنانية بحسب البرنامج المعتمد من مديرية الثروة الحيوانية. ونظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الوزارة، فإنها تحثّ المزارعين على استكمال عملية التلقيح على نفقتهم الخاصة، مع التأكيد أن تكلفة اللقاح تبقى بسيطة مقارنة بالخسائر المحتملة الناتجة عن تفشي المرض.
كذلك، بدأت الوزارة باتخاذ خطوات عاجلة لتأمين اللقاحات التي تغطي السلالات القديمة والجديدة من الفيروس، عبر منح تراخيص استيراد طارئة للشركات المعنية، وذلك لتعزيز مناعة القطعان تحسّبًا لأي طارئ. إلا أن التحديات لا تقتصر على الاستيراد والتلقيح، إذ تكمن خطورة إضافية في المعابر غير الشرعية، لا سيما البرية منها، وفي حركة تنقّل المواشي مع أصحابها من سوريا إلى لبنان، بالإضافة إلى الهجرة الموسمية بحثًا عن المراعي، ما يُعرّض الثروة الحيوانية لمخاطر إضافية.
ورغم أن اللقاحات تكون متوفرة عادةً في السوق، إلا أن الطلب العالمي المرتفع عليها أدى إلى نقص ملحوظ مؤخرًا. وقد تحركت الوزارة بسرعة، وأصدرت الأذونات اللازمة بالتنسيق مع الشركات المستوردة لتوفير الكميات المطلوبة، على أن تبدأ عمليات التوزيع اعتبارًا من الأسبوع المقبل.
وتشدد وزارة الزراعة على أهمية التزام المزارعين بالإجراءات الوقائية الميدانية، مثل تعزيز الأمن الحيوي في المزارع، وضبط حركة الدخول والخروج، وتطبيق التعقيم والتطهير المنتظم، ومنع اختلاط الحيوانات، لا سيما في المناطق الحدودية والمراعي المشتركة.
ورغم عدم تسجيل أي إصابات مؤكدة حتى الآن، تؤكد الوزارة أن الوقاية هي خط الدفاع الأول في مواجهة المرض الذي يتميز بسرعة انتشاره بين الحيوانات وصعوبة السيطرة عليه بعد تفشيه. ومن هنا، تدعو الوزارة المزارعين والمواطنين عبر موقع mtv إلى التزام الحذر، واتباع التعليمات، والتواصل مع المراكز الزراعية المعتمدة للحصول على المعلومات الدقيقة. فالمعركة مع هذه الفيروسات تبدأ بالوعي وتنتهي بالوقاية.
المصدر:لارا أبي رافع
خاص موقع Mtv