التحولات السياسية والإقليمية في قضية حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية

تحكم سلسلة مترابطة من العوامل الداخلية والإقليمية والدولية مسار البحث في قضية حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية. وفي هذا الإطار، أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون أن القرار السياسي قد اتُّخذ، وأن تنفيذ هذا القرار مرتبط بالظروف المحيطة التي تحدد آلية التطبيق.

وخلال لقائه برئيس المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات، صقر غباش، في قصر بعبدا، شدد الرئيس عون على أن “الخلافات تُحل بالحوار، ولا أحد في لبنان يرغب بالعودة إلى الحرب”، معربًا عن تفاؤله بوجود “تصميم وإرادة حقيقية” لتحقيق هذا الهدف.

مصادر مطّلعة عبّرت لصحيفة “الأنباء” الإلكترونية عن ارتياحها للنهج الذي يتبناه رئيس الجمهورية في معالجة هذا الملف، لاسيما أن مسألة السلاح، وتحديداً سلاح حزب الله، تُعد من القضايا المعقدة والحساسة، ويُعتبر طرحها على طاولة حوار الرئاسة خطوة في الاتجاه الصحيح، خصوصاً في ظل التعقيدات الإقليمية والدولية الراهنة.

من جهته، أشار النائب قاسم هاشم، عضو كتلة التنمية والتحرير، إلى أن مسألة حصرية السلاح بيد الدولة تمثل أحد الملفات الجوهرية التي أكد الرئيس عون أنه سيتناولها بالحوار، مشيرًا إلى أن تحديد آليات التنفيذ سيتم بالتفاهم بين الرئاسة والمقاومة في التوقيت المناسب الذي يخدم المصلحة الوطنية.

وفي السياق، اعتبر الصحافي والمحلل السياسي جورج علم أن مسار الحوار المرتقب يسير في “اتجاه إيجابي ومطمئن”، لكنه أشار إلى أن التحديات تتجاوز الإطار اللبناني الداخلي، بحكم ارتباط الملف بقوى إقليمية ودولية. ولفت علم إلى أن جوهر الصراع يتمحور بين المحور الأميركي الإسرائيلي من جهة، والمحور الإيراني من جهة أخرى.

وأضاف أن إنجاح الحوار يتطلب عاملين أساسيين: أولاً، التزام الولايات المتحدة بالضغط لتطبيق وقف إطلاق النار والحد من الخروقات الإسرائيلية؛ وثانياً، فتح قنوات الحوار مع طهران، حيث تكمن “كلمة السر”، وفق تعبيره. وأوضح أن العلاقات بين بيروت وطهران تشهد فتوراً حالياً، وإن لم يصل إلى حد القطيعة.

وفي هذا الإطار، جاءت خطوة استدعاء وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي للسفير الإيراني مجتبى أماني على خلفية تصريحات الأخير التي اعتُبرت تدخلاً في الشأن اللبناني، بعد انتقاده للمباحثات الجارية بشأن نزع سلاح حزب الله. هذه الخطوة، التي تُعد غير مسبوقة في العلاقات اللبنانية الإيرانية، جاءت احتجاجاً على ما وصفه الجانب اللبناني بأنه محاولة لوصف هذه المباحثات كمؤامرة ضد المقاومة.

ويؤكد علم أن هذه الإشكاليات تتطلب “نوعاً مختلفاً من الحوار”، مشيراً إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه السعودية في تسهيل التواصل بين الأطراف المعنية، سواء مع إيران أو الولايات المتحدة. كما عبّر عن أمل بأن تسفر زيارة الرئيس الأميركي المرتقبة إلى الرياض الشهر المقبل عن نتائج إيجابية تساهم في تثبيت وقف إطلاق النار، وتدفع باتجاه إعادة إطلاق مسيرة الدولة اللبنانية.

في المقابل، يواصل الجيش الإسرائيلي انتهاكاته، حيث استهدفت طائرة مسيّرة سيارة القيادي في الجماعة الإسلامية حسين عطوي في بلدة بعورتا، كما نفذت مسيّرة أخرى غارة على مركبة بين منطقتي الحنية وزبقين في قضاء صور.
المصدر:جريدة الانباء الالكترونية

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: