كسر الحلقة: أمن الدولة يطيح بشبكات الكبتاغون ويحاصر النفوذ

منذ صدور التعيينات الأمنية الأخيرة في مجلس الوزراء، تغيّر نمط العمل في المديرية العامة لأمن الدولة بشكل ملحوظ، حيث استعادت المديرية دورها الأساسي في حماية أمن الدولة، بعيداً عن الاصطفاف السياسي أو خدمة الشخصيات النافذة.

المديرية التي كانت تُعدّ في السابق تابعة للسلطة السياسية وتُسخّر لحماية بعض رجالاتها، تشهد اليوم نقلة نوعية تُترجم بنتائج ملموسة على الأرض، تمثّلت في إحباط سلسلة عمليات تهريب مخدّرات خلال الأسابيع الماضية، كان أبرزها عمليّتان في اليومين الأخيرين: الأولى في منطقة الهرمل والثانية في عرسال، وذلك بعد رصد دقيق وتعقّب من العناصر المختصّين.

وبحسب معلومات “نداء الوطن”، فإن المواد المصادرة شملت “حشيشة الكيف” وحبوب “الكبتاغون”، وهي مواد يرتبط إنتاجها وتوزيعها بملفّات أمنية وسياسية شائكة، نظراً لعلاقتها المباشرة بالنظام السوري وبعض الجماعات المسلحة غير الشرعية. وتُعدّ مكافحة تهريب “الكبتاغون” تحديداً أولوية لبنانية ودولية، لما لها من انعكاسات على الأمن الوطني، ودورها في تمويل أنشطة غير قانونية.

وفي هذا السياق، تمكنت مديرية أمن الدولة، فجر الخميس، من توقيف شخص في منطقة عرسال أثناء نقله كمية من المخدّرات تقدر بـ12 كلغ من “حشيشة الكيف” ونحو 10 آلاف حبّة “كبتاغون”، تُقدّر قيمتها بأكثر من 200 ألف دولار. الموقوف (خ.ح)، لبناني من مواليد 1985 ومن بلدة حداثا (النبطية)، يواجه عدّة مذكرات توقيف، كما يُتّهم بالفرار من سجن العدلية وتهريب مساجين. وقد أوقفته عناصر المديرية أثناء محاولته إخفاء المخدّرات في سيارة كان يعتزم استخدامها.

وتُشير المعلومات إلى أن التحقيقات مستمرة مع الموقوف، على أن يُسلّم لاحقاً إلى جهاز مكافحة المخدّرات المختص بهذا النوع من القضايا.

وفي عملية أخرى، أعلنت المديرية أمس عن ضبط كمية ضخمة من “الكبتاغون” تُقدّر بنحو 177 ألف حبّة (حوالي 32 كلغ) في جرود بلدة يونين البقاعية، المحاذية لجرود عرسال، كانت معدّة للتهريب عبر المعابر غير الشرعية. وتُقدّر قيمة المضبوطات بأكثر من 3 ملايين دولار.

قبلها بيومين، أُحبطت عملية تهريب في منطقة الهرمل، نتج عنها مصادرة 250 كلغ من “حشيشة الكيف” موضّبة باحترافية عالية، ومُعدّة للنقل عبر دراجات نارية باتجاه الحدود.

مصادر أمنية مطّلعة تؤكد أنّ ديناميكية العمل داخل المديرية تغيّرت بشكل واضح بعد التعيينات الجديدة، ويُلاحظ ذلك من خلال الالتزام بالزي الرسمي والانضباط داخل المبنى الرئيسي في الرملة البيضاء، فضلاً عن الجهود الاستخباراتية الميدانية المتقدمة.

وتشير المصادر إلى أنّ المدير العام الجديد، اللواء إدغار لواندوس، وفريقه يعملون على أكثر من ملف حيوي، أبرزها مكافحة المخدّرات، لا سيما تلك المُهرّبة عبر الحدود المشتركة مع سوريا، والتي كانت محور نقاشات رفيعة المستوى خلال زيارات أمنية وسياسية لبنانية إلى دمشق.

الاهتمام بمكافحة “الكبتاغون” لم يقتصر على الجانب اللبناني فقط، إذ تُظهر الإدارة السورية الجديدة أيضاً اهتماماً متزايداً بهذا الملف استجابة لضغوط عربية، خصوصاً من دول الخليج، التي تعتبر معالجة هذه القضية مدخلاً لتحسين العلاقات.

وفي معلومات خاصة لـ”نداء الوطن”، أفادت مصادر من داخل سوريا أن الأمن العام السوري تمكّن خلال الأيام الماضية من إحباط عملية تهريب مماثلة، كان يقودها عدد من الأفراد المحسوبين على ما تُعرف بـ”الميليشيات الإيرانية”. اللافت في العملية أنّ المتورطين كانوا من النساء (18 امرأة)، استخدمتهنّ تلك الجماعات نظراً لقدرتهنّ على التنقل دون إثارة الشبهات.

وقد قُدّرت كمية الحبوب المصادرة بآلاف الحبوب المعدّة للتهريب عبر الحدود الجنوبية لسوريا باتجاه الأردن، بقيمة تجاوزت 150 ألف دولار. ما يدلّ على استمرار هذه الشبكات في محاولة ابتكار أساليب جديدة رغم التضييق الذي تتعرض له.
المصدر:عماد الشدياق
نداء الوطن

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: