
أعاد القصف الإسرائيلي الذي استهدف، يوم الثلاثاء الماضي، القيادي في «الجماعة الإسلامية» في لبنان، حسين عزات عطوي، تسليط الضوء على ملف الفصائل المسلحة اللبنانية التي شاركت في حرب الدعم لغزة تحت مظلة «حزب الله».
موقف «الجماعة الإسلامية»
ورغم الاستهدافات المتكررة لقيادييها، لا يبدو أن قيادة «الجماعة الإسلامية» نادمة على مشاركتها في هذه الحرب. إذ يشير رئيس مكتبها السياسي في لبنان، علي أبو ياسين، إلى أن تدخل الجماعة لم يكن فقط دعماً لغزة عقب عملية «طوفان الأقصى»، بل دفاعاً عن السيادة اللبنانية، مؤكداً أن العمليات لم تبدأ إلا بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان. ويضيف: “نحن على دراية بأن لذلك ثمناً كبيراً”.
وفي تصريح لصحيفة «الشرق الأوسط»، شدد أبو ياسين على أن «الجماعة» التزمت بقرار وقف إطلاق النار، بل تعاونت مع تحقيقات الجيش اللبناني التي أُجريت بعد اتهامات طالتها بإطلاق صواريخ في مارس الماضي، وأثبتت التحقيقات عدم ضلوعها في تلك العمليات.
وعن مسألة تسليم السلاح، قال: “ما زال هناك عدو يحتل أراضي لبنانية وينتهك سيادتها بشكل يومي، لذا فإن الأولوية هي حماية لبنان، وليس نزع السلاح. يفترض بالدولة أن تطرح سؤال: كيف نحمي وطننا؟ وعندما نجد إجابة علمية وموضوعية، سيلتزم الجميع بما يُقرَّر. من هنا، ندعو إلى حوار جدي وعاجل”.
وأشار إلى أن الجماعة بصدد إطلاق مشروع سياسي شامل الشهر المقبل، يتضمن رؤية دفاعية وأمنية، إلى جانب تصور حول الانتخابات النيابية المقبلة، وأهمية تعزيز علاقات لبنان العربية ومكافحة الفساد.
«قوات الفجر» ضمن مجموعات داعمة لغزة
كانت «قوات الفجر» التابعة للجماعة الإسلامية، إحدى المجموعات اللبنانية التي انخرطت في عمليات الدعم لغزة في خريف 2023، إلى جانب فصائل فلسطينية مثل «كتائب القسام» و«سرايا القدس – فرع لبنان»، وأخرى لبنانية كـ«حركة أمل»، «حزب البعث»، و«الحزب السوري القومي الاجتماعي». ورغم أن هذه العمليات كانت رمزية إلى حد كبير بسبب التفوق العسكري لحزب الله، إلا أنها شكّلت غطاءً مذهبياً وسياسياً له في الجنوب.
من «المجاهدون» إلى «قوات الفجر»
يُذكر أن «الجماعة الإسلامية» هي أول تنظيم إسلامي تأسس في لبنان، كفرع من «الإخوان المسلمين». وخلال الحرب الأهلية، نشط جناحها المسلح «المجاهدون» في طرابلس وبعض المناطق الشمالية. وفي عام 1982، أنشأت جناحاً مقاوماً تحت اسم «قوات الفجر»، وكان له دور في مواجهة الاجتياح الإسرائيلي. لكن بعد اتفاق الطائف، سلمت الجماعة سلاحها في الجنوب، ما أفسح المجال أمام «حزب الله» ليكون الفصيل المقاوم الرئيسي.
ومع بداية عملية «طوفان الأقصى»، استأنفت الجماعة نشاطها العسكري إلى جانب دورها السياسي، بحسب الباحث السياسي المتخصص في الحركات الإسلامية أحمد الأيوبي، الذي أكد أن الجماعة تشارك بدافع فكري وتنظيمي من علاقتها بـ«حماس» كجزء من منظومة «الإخوان»، بالإضافة إلى الضغط الشعبي السني المتعاطف مع غزة.
وأوضح الأيوبي أن الجماعة كانت تدرك أن مشاركتها العسكرية لن تؤثر بشكل جوهري على مجريات الحرب، لكن دوافعها كانت أخلاقية ودينية. وأشار إلى أن السلاح الذي بحوزتها محدود ويقتصر على بعض الصواريخ قصيرة المدى، وقد استُهلك جزء كبير منه خلال الحرب.
أدوار محدودة لكن مستهدفة
أما العميد المتقاعد جورج نادر، فاعتبر أن مشاركة الجماعات المسلحة الأخرى في حرب الدعم لغزة، ومنها «قوات الفجر»، كانت ثانوية، هدفها توفير غطاء سياسي وطائفي لحزب الله. وأشار إلى أن الحزب لا يسمح لأحد أن يكون له دور عسكري محوري، إذ يتفوق تدريباً وتسليحاً على كل الفصائل الأخرى.
وأكد نادر أن نزع السلاح غير الشرعي بدأ من جنوب الليطاني وسيمتد إلى باقي المناطق اللبنانية، بما يشمل سلاح «حزب الله» والمخيمات الفلسطينية، مشدداً على أن القرار الدولي 1701 ينص بوضوح على تجريد جميع الجماعات المسلحة من السلاح دون استثناء.
المصدر:بولا أسطيح
الشرق الأوسط