مراقبة سياسية: تصعيد حزب الله ومواقف إيران مرتبطان بالمفاوضات النووية

رأت مصادر سياسية مطّلعة أن التصعيد اللافت في لهجة حزب الله تجاه المطالبين بنزع سلاحه، والذي تجلّى في تصريحات الأمين العام الجديد للحزب، الشيخ نعيم قاسم، وتلويحه بمواجهة من يسعى لنزع السلاح كما واجه الحزب إسرائيل، إلى جانب تكرار بعض المسؤولين في الحزب لتهديدات سابقة بقطع الأيدي التي تمتد إلى السلاح، لم يأتِ بشكل مفاجئ أو من فراغ.

وأضافت المصادر أن هذا التصعيد تزامن مع دخول واضح للسفير الإيراني في لبنان على خط السجال الداخلي بشأن السلاح، واعتباره هذه الدعوات “مؤامرة ضد الدول والشعوب”، وتحذيره من الوقوع في “مكائد الأعداء”، ما يدل على أن الأمر يتجاوز مجرد موقف محلي، ويتصل بمستجدات إقليمية، لا سيما مع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات العلنية بين طهران وواشنطن بشأن التوصل إلى اتفاق نووي جديد، بديل عن الاتفاق المبرم في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب.

وتقدّر الأوساط السياسية أن هذه المؤشرات تعكس محاولة من قبل النظام الإيراني لإعادة بثّ عوامل القوة في جسد الحزب بعد التراجع الذي أصابه نتيجة المواجهات التي خاضها دعماً لحركة حماس في مواجهة إسرائيل، وتالياً توظيف ما تبقّى من قدرة الحزب لعرقلة أي مسار للحل الداخلي في لبنان، والتمسك بورقة السلاح للمساومة بها في مفاوضات طهران النووية، كما سبق أن فعلت إيران في مراحل سابقة. ويشمل هذا التوظيف أيضاً الضغط من أجل الإفراج عن الأصول المالية الإيرانية المجمّدة في بعض دول المنطقة والولايات المتحدة.

ويبقى السؤال: هل نجحت هذه السياسات في تعطيل مسار التعافي الداخلي وربط مصير لبنان بتطورات الملف النووي الإيراني؟

تقول المصادر إن تسخين السجال الداخلي حول سلاح الحزب، إلى جانب استمرار الاحتلال الإسرائيلي لمواقع استراتيجية في الجنوب، وتكرار عمليات القصف والاغتيالات داخل الأراضي اللبنانية، يعزز الانطباع بأن ثمة تداخلاً بين مسار التعافي في لبنان ومجريات المفاوضات النووية، وإن كان تأثير هذا الترابط قد تراجع نسبياً في الجنوب، عقب خروج الحزب من المواجهة وقبوله باتفاق وقف إطلاق النار، وتنفيذ القرار 1701
المصدر:معروف الداعوق
اللواء

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top