بقلم غسّان حلواني – ديموقراطيا نيوز

كإعلامي متابع للحراك الإنتخابي البلدي و الإختياري، الذي يجري في مدينتي طرابلس. كنت قد عاهدت نفسي أن لا انبس ببنت شفة، خصوصا ًإذا كان الحديث عن تولي منصب الرئاسة في البلدية، فالبلدية هي الرئيس .
تتقاطر اليّ بشكل يومي،بحكم مهنتي، أسماء مرشحين و بعض تفاصيل تركيب اللوائح. و بالرغم من أنّ معظم المرشحين هم أصدقاء لي، و تربطني ببعضهم علاقة شخصية أو مهنيّة، أعترف أنني لم أتجاوب بالحماسة المطلوبة، لخوض غمار المعركة إن حدثت، حتّى وصلني مساء أمس خبر عن توافق سياسي على أسم الدكتور الصيدلي خلدون الشريف ليرأس لائحة مرشحين و يداه مطلوقتان في إختيار أسماء أعضائها.
إذا كان هذا الطرح حقيقيا ً، فإني من موقعي الإعلامي أدعوا جميع السياسيين الى توسيد أمر تشكيل اللائحة الى الدكتور خلدون الشريف، و طرحي يأتي من باب البراغماتية و العقلانية، لا من باب العلاقة الشخصية، على قاعد الجميع سيربح، و الأهم أن طرابلس ستربح و تمسح عن جبين بلديتها وصمة العار التي خلّفها المجلس الأخير محققا ً صفرا ً في الإنتاجية. و انا هنا لا انتقص من قدر احد من الأعضاء الحاليين بالشخصي، بل ألوم التضارب السياسي و الشخصاني الذي سيطر على آداء البلدية طوال الفترة الماضية. و إن تولّى خلدون الشريف رئاسة اللائحة السياسية ورئاسة البلدية فقد افلح السياسيون سلفا ً بذلك.

انا لا أسوّق لخلدون الشريف في هذا المقال من فراغ، بل من تجربة عمرها ربع قرن و زيادة، و للأمانة لم يتسّلم هذا الرجل ملفا ً في فترة لعبه لدور مستشار لرئيسي حكومة، إلا وأنجزه على أكمل وجه، سواء مع الراحل الكبير الرئيس عمر كرامي أو مع الرئيس نجيب ميقاتي.
ربما كان خلدون الشريف، في أواخر تسعينيات القرن الماضي حديث عهد بالحياة “الانتخابية” و لكنه قطعا ً لم يكن كذلك في “السياسة” ،فقد خبرها و عاش قضايا العرب قبل ذلك بكثير ،رغم عمره الفتي في تلك المرحلة. و طوال فترة بناء قدراته الذاتية و مراكمة خبراته، حتى وصوله الى مصاف سياسي الصف الأول اليوم كمؤثر و كقائد رأي( Leader) (ولو من غير منصب)، كان خلدون الشريف عصاميا ً، و ملتصقا ً وجدانيا ً بقضايا طرابلس و قضايا الفقراء من أهلها – و لا اسمح لنفسي بالتعمق أكثر بالتفاصيل في هذا الجانب – .
فيما لو وصل خلدون الشريف الى سدة رئاسة بلدية طرابلس، سنكون أمام رئيس إستثنائي، و قائد عمل جماعي محترف، يجيد قراءة طرابلس و أهلها بمن فيهم سياسييها، يعرف كيف يدوّر الزوايا، ويفهم تماماً معنى تعاون الطرابلسيين مع بلديتهم لحسن خدمتهم. وبعلاقاته التي اصبحت اليوم دولية، و هو يجيد قراءة المنظمات الدولية المانحة، بل و يتقن إقناعها بتنفيذ مشاريع شراكة مع البلدية تخدم المدينة، كل المدينة. يعلم خلدون الشريف كيف يحاور و كيف يناور و كيف يتعاطى مع وسائل الإعلام عن سليقة، بغية إقناعها بخدمة المدينة، لا بتشويه صورتها.
هذا الرجل خبير بمجال إدارة فريق العمل، و محترف في تحفيز الآخرين عن لين جانب، لا عن فظاظة و فوقية تورث بغضاء. و هو يحفظ عن ظهر قلب أولويات المدينة و أولويات بلديتها ويقرأ بعمق من حوله و يحسن انزال الناس منازلهم، و توزيع المهام على متقني إنجازها.
فإلى جميع السياسيين الساعين الى التوافق، في انتخابات طرابلس البلدية، نصيحتي ان تسارعوا الى تكليف خلدون الشريف عن نية حسنة ظاهرها كباطنها، تأليف لائحة توافقكم ، و اطلقوا يديه في تسمية مرشحي هذه اللائحة، و اجعلوا وزر اختياره في عنقه إن كان هناك من وزر، و تبرأوا أنتم من دم ابن يعقوب ، الى أن يحين الحساب.
ا طلقوا يديّ “الشريف”، و آزروه و فريقه للبلدية ، فتربحون و تربح طرابلس ..
تلك وعودكم و قد افلحتم إن صدقتم .. فأعطوا القوس باريها ..

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: