ضغط أميركي… والحرب تقترب

تشير المعطيات إلى أن إسرائيل تتجه نحو تجديد عدوانها على لبنان والدفع نحو حرب شاملة جديدة، خصوصاً بعد استهدافها المباشر لعمق الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الأحد الماضي، في خرق خطير لاتفاق وقف إطلاق النار المعمول به منذ 27 تشرين الثاني. هذا التصعيد لم يعد سراً أو تحليلاً، بل تحوّل إلى واقع تؤكده المؤشرات الميدانية والسياسية المتسارعة.

مصادر مطّلعة على مواقف “حزب الله” تؤكد أن الحزب لا يسعى إلى التصعيد أو الانجرار إلى حرب وفق توقيت العدو، لكنه يحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين، ضمن استراتيجية “الصبر المدروس” مع إبقاء كل الخيارات مفتوحة. وتشير هذه المصادر إلى أن الحزب يُدرك الرسائل التي تقف خلف التصعيد الإسرائيلي، والذي يحظى، كما يبدو، بتأييد أميركي علني.

في الداخل، تحمل الضربة رسائل مباشرة إلى الدولة اللبنانية، وتحديداً إلى رئيس الجمهورية جوزاف عون، للضغط عليه من أجل تغيير مقاربته في ملف سلاح الحزب، والانتقال إلى المواجهة بدلاً من الحوار. وقد كشفت مصادر أن عون تلقّى رسائل أميركية “صارمة” تعبّر عن استياء واشنطن من أدائه، بالتزامن مع تأكيد إسرائيلي بأن الضربة على الضاحية نُسّقت مع الجانب الأميركي.

كذلك، فإن الضاحية الجنوبية لم تعد بمنأى عن الاستهداف، وهي تشكّل رمزاً ورسالة لبيئة الحزب الأساسية. وتوقّعت مصادر أن تتوسّع دائرة الانتهاكات لتشمل مناطق أخرى في لبنان تحت ذرائع أمنية واهية، في محاولة لشرذمة الحاضنة الشعبية لـ”حزب الله” وتقليب الرأي العام اللبناني ضده، خصوصاً مع غياب خطط جدية لإعادة الإعمار أو حماية السكان.

أما في البُعد الإقليمي، فيبدو أن التصعيد الإسرائيلي يهدف إلى فرض واقع جديد قبل أي مفاوضات مع إيران، من خلال محاولة كسر الذراع الأقوى لطهران في المنطقة، أي “حزب الله”. ومع إدراك العدو أن الحزب استعاد جاهزيته بعد حرب أيلول، تبرز نية إسرائيل في تقليص قدراته أو تحجيم نفوذه عبر الضغط العسكري والسياسي المستمر.

المصدر : نوال زعيتر – اللواء

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: