بعد انسحابه من الإستحقاق الإنتخابي البلدي .. الشريف يروي ل”ديموقراطيا نيوز” قصة ترشّحه و أهدافها و شروطها: شعار التوافق برّاق وجذّاب لكن تنفيذه على أرض الواقع دونه عقبات و تنازع!..

خاص – ديموقراطيا نيوز

يؤكد الدكتور خلدون الشريف في حديثه ل “ديموقراطيا نيوز “بأنه “منذ البداية لم اطرح ترشحي لانتخابات طرابلس البلدية، وحين طرح عليّ لم أقبل طمعاً لأن اكون “رئيس بلدية” مع احترامي لكل المواقع وشاغليها.. بل قبلت كواجب أخلاقي ووطني تجاه مدينتي في ظروفها الحالية وليس كطموح.. ليس تكبّراً لا سمح الله بل ليقيني و يقين كثر من الأصدقاء بأني أستطيع في مهام أخرى أو مواقع سياسية أخرى أن اخدم وطني وضمناً طرابلس في شكل أكثر اتساعا وانتاجية”..

وحين سُئِل لماذا قرّر خوض هذه التجربة يقول ” كنت أودّ أن أقدم النموذج الذي احلم ان تكون عليه بلدية طرابلس (حكومتها المحلية في زمن تطبيق اللامركزية) وأعرف ان كثير من أهل المدينة يحلمون به مثلي.”
.
و في ردّه حول شكل المجلس البلدي الذي كان يحلم به يشير الشريف “في الحقيقة كنت مقتنعاً ان الوصول لمجلس بلدي محلي متجانس ومتنوّع تتمثل فيه السيدات والأقليّات و الشباب و الشيب والاختصاصات والذين يعرفون كيف يخططوا للمشاريع ويتابعوها سيتمتع بمرونة غير مسبوقة خاصة وان طرابلس كما كل لبنان يحتاج الآن لدول مانحة تغطي له مشاريع اساسية في الاعمار والبنى التحتية والإنماء”..

لكن الشريف يفضّل خوض الاستحقاق البلدي على طريقته الوفاقية فيقول “المنافسة الانتخابية على البلدية لا ترفع عندي هورمونات الفرح بل على العكس فأنا كما تعرفوني لست بهكذا طبيعة و لن اكون. و أنا لست مع تعريض مدينتي طرابلس لأي مناخ تحدي يقلص من فرص النجاح في إيصال مجلس بلدي متجانس تستحقه المدينة يستغل فرصة وجود المتغيّرات داخليًا وخارجيًا و في اتجاه لبنان من أجل خير طرابلس، كما يستغلّ المناخ الإصلاحي الموجود حاليًا في البلد .”

و يشرح الشريف للرأي العام الطرابلسي كيف انطلق التفكير للوصول لهذه النتيجة “من أجل الوصول إلى الهدف الذي كنّا نريده من أجل طرابلس كان علينا تأمين مظلة إجماع حول تشكيلة متنوعة قوية والعمل على ايصالها. و لتحقيق هذا الموضوع كنا نودّ تحريك المكنات الانتخابية السياسية على اختلافها لتحقيق ما كنّا نسعى إليه.. و أردنا أن تكون الماكينات الانتخابية السياسية جميعًا في خدمة هذا الهدف السامي لأن الأساس كان المصلحة العامة لطرابلس وليس مصلحة أحد فينا.. لم نكن نريد أن تنحرف طبيعة المعركة الانتخابية من معركة من أجل طرابلس ومستقبلها الى معركة ضد أحد أو لصالح أحد في المدينة على نحو ما كان يحصل سابقًا والنتيجة تعرفونها.”

و يتابع الشريف “إن الجميع يعلمون اني طرحت أكثر الأسماء التي نراها اليوم مرشحة على التوافق والذي حدث ان إجماعًا حصل وأقول اجماعًا، مفاده ان الشخصية الوحيدة التي كان يمكن التوافق عليها في المرحلة التي نحن فيها حاليا هي خلدون الشريف.. كان هذا الإجماع شاملاً الجميع ،من الرئيس ميقاتي، إلى “تيار المستقبل”، الى الوزير فيصل كرامي و النائب طه ناجي و النائب كريم كبارة و لم يكن النائب ايهاب مطر معترضًا بل كانت له حساباته، كما تلقيّت اتصالات من النائبين ايلي خوري و حيدر ناصر، و كان اللواء ريفي من أساسات هذا التوافق الذي أحدثكم عنه.”

و يعدّد الشريف الشروط التي وضعها للقبول بهذا العرض “قبلت التوافق وفق شروط قبلها الجميع دون استثناء منها لا للمحاصصة، و ضرورة تحريك الماكينات الانتخابية لضمان فوز اللائحة كلها (او جلها المطلق) “، مراعين في ذلك مسألة عدم وجود مصادر تمويل لان من ترشح على هذه القائمة هم شخصيات قبلت أن تكون في اللائحة كواجب منهم تجاه المدينة وهم ليسوا من اصحاب الثروات وليس لهم اي غرض شخصي او مصلحة خاصة في البلدية”..

و لماذا لم تجد هذه التجربة طريقها للنجاح؟ يجيب الشريف بإختصار “دار الزمن وكنّا نراقب ما يجري و اتضح مع الوقت ان تحقيق تلك الشروط صعبة وان شعار التوافق برّاق وجذّاب و لكن تنفيذه على أرض الواقع دونه عقبات وتنازع!..”

ويتابع “لذا، و بعدما أعلنّا ورفيقاتي ورفاقي الرغبة في تأليف قائمة دون تقديم الترشيح، رأيت من واجبي افساح المجال لمن يرغب ليترشح قبل اقفال الباب القانوني لذلك خاصة لهؤلاء الذين كانوا ينتظرون نتيجة التوافق”.

و يرى الشريف ان “طرابلس عاشت تجربتين بلديتين غير موفقتين ٢٠١٠. ٢٠١٦. لم تخدم التجربتان طرابلس لتحقيق نقدم وإصلاح. وبرأيي لا يجب ان تتكرر تلك التجارب”.

و يلخّص الشريف ما حصل معه ” كان الأمر عندي كلّه لا يتعدى مسألة القيام بالواجب تجاه مدينتي في محاولة للاستثمار في المتغيرات على أنواعها وفي المناخ الإصلاحي العام في البلد وفي الانفتاح العربي المستجد في اتجاه لبنان ولم يكن طموح شخصي.. طموحي كان ولا يزال أن أكون حيث خدمة وطني ومدينتي تتطلب مني أن أكون.”

و يختم الشريف “خزانة ملابسي السياسية لم ولن تخلو يومًا من ثياب الميدان، وأنا كنت على الدوام اقدم نفسي عاملًا من أجل طرابلس و لبنان و لا زال قماش شخصيتي السياسية و طني عروبي منفتح على الحداثة و العلم و العمل. بارك الله هذه المدينة و هذا الوطن و حماهما من كل شرّ..”

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: