
ركزت النائبة ستريدا جعجع على أهمية الانتخابات البلدية المقبلة، مشيرة إلى أن لبنان يخوض معركتين متلازمتين: الأولى تتعلق ببناء سلطة محلية فعلية عبر الانتخابات البلدية، والثانية تتمثل في استعادة الدولة من خلال فرض السيادة والإصلاحات. وأكدت أن “القوات اللبنانية” تسعى لتحقيق توازن بين هذين الاستحقاقين وتمنح كل منهما الأهمية اللازمة. وقالت: “الانتخابات البلدية هي المحطة الأساسية لاستعادة المبادرة على المستوى المحلي، بعد استعادتها على المستوى الوطني مع انتخاب الرئيس جوزيف عون وتأليف حكومة نواف سلام. كل بلدية ناجحة تمثل دعماً إضافياً لصمود المجتمع اللبناني في مواجهة الانهيار.”
وأوضحت جعجع أن “القوات اللبنانية” تركز على ترشيح الأشخاص الأكفاء والنزهاء بعيداً عن المحسوبيات والانتماءات العائلية الضيقة. وأضافت: “نحن نجهد لاختيار أفضل المرشحين، لأن البلديات القوية هي خط الدفاع الأول عن الناس. كما نحرص على تمثيل المرأة بشكل جيد، خاصة في قضاء بشري حيث تمكنا من ترشيح حوالي 30% من النساء على لوائحنا.”
وشددت على أن العمل البلدي بالنسبة لـ”القوات اللبنانية” هو مسؤولية أساسية لا تقل أهمية عن العمل النيابي أو الوزاري، ورفضت الانتصارات السريعة التي تكون على حساب المبادئ. وقالت: “نحن نريد بلديات تصنع الفرق الحقيقي، لا بلديات المصالح الضيقة.”
أما في الشأن الوطني، فقد حذرت جعجع من أن لبنان يقف اليوم عند حافة الأمان، مشيرة إلى أن الخطر لم ينته بعد. وأكدت على ضرورة ضبط الحدود وحصر السلاح بيد الدولة وإقرار جميع الإصلاحات اللازمة للنهوض بالاقتصاد. كما طالبت بضرورة بسط سيادة الدولة وسلطتها الكاملة، محذرة من العزلة والانهيار إذا لم يتم ذلك.
وفيما يخص السلاح غير الشرعي، أكدت جعجع أن السلاح الخارج عن الشرعية هو “سرطان قاتل لمشروع دولة حقيقية”، مشددة على أن احتكار السلاح يجب أن يكون بيد الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية.
اقتصاديًا، قالت جعجع إن الإصلاحات المالية والمصرفية، خاصة فيما يتعلق بقانون الفجوة المالية وإعادة هيكلة القطاع المصرفي، أصبحت ضرورة لا خيارًا. وأوضحت أن “القوات اللبنانية” خاضت معركة إقرار قانون السرية المصرفية، لأنها تدرك أن الاقتصاد لا يمكن أن ينهض من دون إصلاحات حقيقية.
وختمت جعجع برسالة إلى اللبنانيين، قائلة: “لا خلاص لنا إلا عبر بناء دولة فعلية تمتلك حصرية السلاح وسيادة القرار، ولا خلاص محلياً في قرانا من دون سلطة بلدية نزيهة وفعالة.” كما وجهت تهنئتها إلى اللبنانيين بمناسبة حلول الشهر المريمي، متمنية أن يحفظ “أمنا العذراء سيدة لبنان” الوطن من المخاطر المحدقة به.
واختتمت بتهنئة خاصة إلى عمال لبنان بمناسبة عيد العمال، مؤكدة أن “العمال يجب أن يكونوا في مقدمة المطالبين بقيام دولة قوية، لأنها الضامن لحماية حقوقهم ومكتسباتهم.”
وكانت تصريحات النائبة جعجع قد جاءت خلال ترؤسها اجتماع الهيئة الإدارية لمؤسسة جبل الأرز في معراب، حيث تم تداول المواضيع المتعلقة بالمساعدات الاجتماعية والطبية والتعليمية التي تهتم بها المؤسسة.