
قبل أيام من انطلاق الانتخابات البلدية في لبنان، تتجه معظم الأحزاب السياسية إلى التهدئة، مفضّلةً التوافق على خوض معارك انتخابية. فبينما تهيمن الروح العائلية على هذا الاستحقاق المحلي، تتحضّر الأحزاب للانتخابات النيابية المرتقبة في أيار 2026.
ويظهر الحضور الحزبي بشكل أساسي في المدن الكبرى، خصوصاً في بيروت، حيث لم تتوصل القوى بعد إلى تشكيل لوائح موحّدة. أما في القرى، فينقسم أبناء الحزب الواحد على لوائح متنافسة، ما يدفع القيادات إلى التزام الحياد تفادياً للانقسامات.
وزير الداخلية أحمد الحجار أكد الجهوزية الأمنية لإجراء الانتخابات، بدءاً من محافظة جبل لبنان. في المقابل، أعلن سعد الحريري أن تيار “المستقبل” لن يشارك، واصفاً الانتخابات بـ”الإنمائية وغير السياسية”.
“الثنائي الشيعي” (حزب الله وحركة أمل) يعمل على تشكيل لوائح توافقية بعيدة عن التنافس، ساعياً إلى تأكيد وحدة الشارع الشيعي. وقد دعا الشيخ نعيم قاسم إلى مشاركة واسعة، مشدداً على أهمية المجالس البلدية المتجانسة.
أما “الحزب التقدمي الاشتراكي”، فيتّخذ موقفاً حيادياً، داعياً إلى الابتعاد عن الاستقطاب السياسي وإفساح المجال أمام الكفاءات، خصوصاً الشباب والنساء.
في المقابل، ينخرط حزب “القوات اللبنانية” بفعالية في المعركة البلدية، خصوصاً في البلدات الكبرى، معتبراً البلديات منصة إنمائية أساسية. وتسعى “القوات” إلى التنسيق بين التمثيل النيابي والمحلي لضمان خدمات أفضل.
من جهته، يعتمد “التيار الوطني الحر” سياسة الحذر، مفضّلاً التوافق وتجنّب المواجهات، إلا في بعض المدن التي يواجه فيها تحالفات معارضة.
ويشير الخبير جان نخول إلى أن “القوات” تسعى لاستعادة نفوذها على الأرض، فيما يتريث “الثنائي الشيعي” قبل المعركة الأساسية في الجنوب، مفضلاً التزكية على المواجهة.
المصدر : بولا أسطيح- الشرق الأوسط