معركة بلدية بين السياسة والإنماء في المنية… من ينتصر في 11 أيار؟..عثمان علم الدين ل”ديمقراطيا نيوز”: نخوض الانتخابات البلدية في المنية بلائحة كفاءات… لا عشائر ولا محاصصة.. الخير: سنختار الأنسب بعيداً عن المحاصصة السياسية.. رملاوي: سنوات الإهمال وهدر الأموال ستدفع المواطن للمحاسبة

بقلم روعة الرفاعي

تتجه الأنظار إلى مدينة المنية شمال لبنان مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية في 11 أيار المقبل، وسط مشهد انتخابي ينقسم بوضوح بين لائحتين رئيسيتين: الأولى بدعم من النائب أحمد الخير و هي قائمة على خلفيات سياسية تمهيداً للانتخابات النيابية المقبلة، والثانية يدعمها النائب السابق عثمان علم الدين وتُطرح من منطلق إنمائي واضح، قوامها مرشحون من أصحاب الكفاءة و الخبرة بعيداً عن منطق المحاصصة و العشائرية.

و في وقتٍ تعاني فيه المنية من إرث طويل من الإهمال و غياب المشاريع الإنمائية، تتجه الأنظار إلى خيارات الناخبين: فهل يختارون الانتماء السياسي، أم يُقدّمون الأولوية لمقاربة جديدة عنوانها التنمية والإصلاح المحلي؟

علم الدين

النائب السابق عثمان علم الدين يؤكد في حديث خاص لـ”ديموقراطيا نيوز” أن معركته هذه المرة تنطلق من منطلقات مختلفة، قاعدتها الكفاءة و رفض العودة إلى نهج المحاصصة و الزبائنية و قال: “لقد سعينا خلال تشكيل لائحة لخوض الانتخابات أن تضم أسماء ذات كفاءة، وليس على أساس العشائرية كما كان يحدث سابقاً. الهدف الأساس هو مصلحة المنية، بما يتلاءم مع التوجهات الجديدة في البلد”.
وأضاف: “اخترنا 21 إسماً من أصحاب الكفاءة والخبرة والنزاهة، وهم في الوقت نفسه مقبولون من أبناء المجتمع، ويمثلون وجوهاً قادرة على تحقيق تغيير حقيقي”.

وتطرق علم الدين إلى اللائحة المدعومة من النائب أحمد الخير، قائلاً:”رفضت منذ البداية دعم أي لائحة تمثل تركيبة العائلات الكبرى فقط، كما هو الحال في اللائحة الثانية. هذه اللائحة تسعى لمراعاة الظروف السياسية، بل إنها تضم أحد المرشحين السابقين للنيابة، في محاولة لإقفال الطريق عليه سياسياً”.

و أضاف: “هذا الفريق هو نفسه الذي كان في العام 2016، وتسبب في هدر 12 مليار ليرة من دون أن تحصل المنية على مشروع إنمائي واحد. وبعد التحقيق، تبيّن أن 3 مليارات فقط صُرِفت في المنطقة، بينما الباقي تبخر بغطاء سياسي، ما أدى لاحقاً إلى إسقاط المجلس البلدي، وبقينا ثماني سنوات بلا بلدية”.

و أشار علم الدين إلى أن الأجواء إيجابية، والناس يتعاطون بإيجابية مع اللائحة التي سيخوض بها الانتخابات، مؤكداً: “اللائحة التي ندعمها يرأسها المحامي بسام الرملاوي، وهو شخصية تملك شعبية كبيرة وسمعة نظيفة، إلى جانبه نائب الرئيس عبد الحكيم قاسم، رئيس جمعية النهضة، إضافة إلى مهندسين ورجال أعمال. هذه اللائحة تعكس صورة متكاملة لتمثيل حقيقي”.

و ختم علم الدين بالقول: “القرار بيد أبناء المنية، وهم يملكون من الوعي ما يكفي لمحاسبة كل من تسبب بتراجعها. نحن نخوض المعركة بثقة لصالح المنية وأهلها”.

كاظم الخير

و في حديثه لموقع ” ديموقراطيا نيوز” أكد النائب السابق كاظم الخير أن المساعي كانت تبذل في سبيل الوصول إلى لائحة توافقية في المنية لكن الحسابات السياسية للبعض أفشلت الأمر وقال:” قمت بإجراء الإتصالات واللقاءات في سبيل التوافق على أسماء تتوفر لديها الكفاءة والخبرة في سبيل تنمية منطقتنا بحيث تكون الإنتخابات البلدية إنتخابات تصب في خانة الإنماء وكانت الأجواء إيجابية. لكن الحسابات الضيّقة للبعض فيما خص الإنتخابات النيابية المقبلة أفشلت كل المساعي وبات هناك لائحتان وعلى هذا الأساس أجد نفسي أمام خيارين إما أن أكون على مسافة واحدة من اللائحتين أو أختار الأنسب للمنطقة”.
وتابع:” عانت منطقة المنية منذ أكثر من خمس سنوات من حل مجلسها البلدي وبقيت بلا إهتمام مما ساهم في نشر الفوضى سيما على صعيد تراكم النفايات بعد إقفال معمل الفرز ونأمل من المجلس البلدي المقبل أن يعمل على حلّ هذه المعضلة فضلاً عن تنظيم الطرقات بما يتلاءم و مواكبة إعادة إفتتاح مطار القليعات كون المنية تعد الشريان الأساس “.
و رداً على سؤال قال الخير:” اللائحتان تضمان أسماء جيّدة و ذات كفاءة عالية و كم كنا نتمنى لو أنّ هذه الأسماء إجتمعت ضمن لائحة واحدة بحيث تفوز و يصل فريق عمل متجانس يعمل بجد في سبيل تطوير المنطقة والتي لن تشهد أي معركة كسر عظم كون العائلات هي التي تختار دون أي ضغوطات ومصالح ضيقة. وأنا على قناعة تامة بأن أهلنا يملكون الوعي الكافي لإختيار الأنسب بعدما عانوا من مجلس بلدي سابق أتى على أساس المحاصصة إلى أن وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم”.

و ختم الخير في العهد الجديد نتمنى أن يكون هناك إهتمام بالبلديات لجهة أوضاعها الإقتصادية كونها تعتبر الأساس في تطوير المناطق وتحسين أوضاعها”.

المحامي رملاوي

في سياق الانتخابات البلدية المرتقبة في المنية، تبرز لائحة “معاً ننهض” برئاسة المحامي بسام رملاوي كإحدى اللوائح التي ترفع شعار الإنماء والكفاءة في مواجهة إرث من الهدر والإهمال البلدي، كما يقول رملاوي في حديثه لموقع “ديموقراطيا نيوز”:”أطلقنا اسم ‘معاً ننهض’ بسبب الوضع التعيس للمنية على المستوى الإنمائي، خصوصاً بعد ما ارتكبه المجلس المنحل من هدر للمال العام وأداء غير سليم.
في العام 2019، استقالت البلدية بسبب الأزمة المالية، لكن هذا كان وقتاً حرجاً كنا نحتاج فيه إلى بلدية فاعلة قادرة على استقطاب المساعدات من الجهات المانحة”.

وأوضح رملاوي أن المنية بحاجة إلى مشاريع حيوية تشمل البنى التحتية، إدارة النفايات، والتعليم، والصحة، والبيئة، والاقتصاد، وحتى السياحة، وقال: “كل شيء يحتاج إلى آلية عمل فعالة، فالملاك البلدي بحاجة إلى تأهيل وتطوير وزيادة في عدد الموظفين بما يتلاءم مع حاجات المنطقة”.
وأضاف: “سنشكل لجاناً متخصصة لدراسة كل مشروع، والعمل على رفعه إلى الوزارات المختصة أو الجهات المانحة. كما سنقوم بمسح ميداني شامل بهدف استعادة عافية البلدية”.
في معرض حديثه عن الانتخابات، شدد رملاوي على أن المعركة “إنمائية بامتياز”، مضيفاً: “نحظى بدعم من النائب عثمان علم الدين والحاج كمال الخير والسيد أحمد الدوري إلى جانب العديد من الجمعيات، في مقابل لائحة ثانية تحركها الحسابات السياسية خصوصاً في ما يتعلق باختيار الرئيس ونائبه تمهيداً للانتخابات النيابية المقبلة”.

وأشار إلى أن العائلات في المنية تلعب دوراً محورياً في هذه الانتخابات، قائلاً:
“أنا أنتمي إلى واحدة من أصغر العائلات في المنية، ورغم ذلك أحظى بدعم واسع. العائلات الكبرى منقسمة بين اللوائح، والخيارات أصبحت واضحة أكثر من أي وقت مضى”.

وختم رملاوي “أدعو أهلي في المنية إلى المشاركة الفاعلة في الانتخابات، لأن المحاسبة لا تكون إلا عبر صناديق الاقتراع نحن نعد بالعمل فوراً على حلّ أزمة النفايات ورفعها عن الطرقات، وهذه بداية الطريق نحو بلدية فاعلة ومسؤولة”.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top