
رغم أهمية الانتخابات البلدية والاختيارية كنافذة لعودة الحياة الديمقراطية إلى لبنان بعد سطوة السلاح، فإن الأنظار تبقى مشدودة إلى الجنوب، حيث تتشابك التطورات اللبنانية مع سياق إقليمي أوسع.
في هذا الإطار، تواصل الولايات المتحدة وإيران مفاوضاتهما، غير أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لا يرغب بإعطاء طهران وقتاً مفتوحاً للمراوغة، بل يسعى إلى حسم المعركة سياسياً أو عسكرياً.
وفي انتظار ما ستسفر عنه هذه المفاوضات، تُجمع المعطيات على أن الواقع اللبناني مقبل على تغيّرات حتمية، إذ لم يعد مقبولاً أن تعود إيران لفرض سطوتها على بيروت عبر “حزب الله”. وتشير التوقعات إلى ثلاث سيناريوهات: تسليم الحزب سلاحه طوعاً، تحرك الدولة لفرض سلطتها، أو اندلاع حرب إسرائيلية للقضاء على بنيته العسكرية.
التحولات المرتقبة تدعمها مؤشرات عدة، أبرزها العقوبات الأميركية الأخيرة على شركتين في جونيه بتهمة تمويل أذرع إيران في المنطقة، ما يؤكد استمرار الرقابة الأميركية على لبنان. وهناك توقعات بعقوبات إضافية قد تطال شخصيات سياسية لبنانية.
وفي سياق متصل، يُعاد طرح مشروع الخط البحري بين مرفأي جونيه اللبناني ولارنكا القبرصي، الذي فُعل خلال الحروب السابقة، وسط معلومات تفيد بأن واشنطن تقف خلف هذا التحرك تحت عنوان “تنشيط السياحة”، فيما الهدف الأساسي قد يكون تسهيل إجلاء الرعايا الأميركيين في حال اندلاع حرب.
مؤشر آخر على تصاعد التوتر، تمثل في تحذير وزارة الخارجية الأميركية مجدداً من السفر إلى لبنان، بسبب المخاطر الأمنية، ما يعكس قلق واشنطن من احتمال انفجار الوضع في أي لحظة.
بالمحصلة، يبدو أن مرحلة الحسم تقترب، مع تشديد العقوبات وعودة الحديث عن المواجهة. فلبنان لا يزال في قلب العاصفة، والخطوات الأميركية تتسارع من دون أي مؤشرات على التراجع أو التسوية.
المصدر : الان سركيس- نداء الوطن