
شدّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع على أن الانتماء إلى الحزب ليس مجرد خيار عابر، بل التزام كامل لا يقبل أنصاف الحلول، قائلاً: “إما أن تكون ملتزماً أو لا تكون. ولا وجود لما يسمى التزاماً جزئياً”. وأضاف: “حين تختارون استلام بطاقة الانتساب، فأنتم لا تكتفون بدور المتفرج أو المنتقد، بل تنضمون إلى فريق يسعى إلى التغيير الفعلي، ضمن إطار منظم وهادف، وهو ما يمثّله حزب القوات اللبنانية”.
وجاء كلام جعجع خلال احتفال نظمته الأمانة العامة في معراب لتسليم دفعة جديدة من المنتسبين بطاقاتهم الحزبية، بحضور قيادات ومسؤولين حزبيين من مختلف المناطق.
الحرية داخل الحزب
وتوجه جعجع إلى من يعتبرون أن الأحزاب تقيد حرية الإنسان، قائلاً: “هذا طرح خاطئ تماماً. الحزب لا يفرض الانضمام على أحد. من ينتسب إليه يفعل ذلك عن قناعة واختيار حر. العضو الحزبي هو إنسان حر، لأنه اختار توجهه بعد دراسة وقناعة، عكس من يدّعي الاستقلالية دون مرجعية، فيبقى تائهاً بلا أثر فعلي”. وشبّه الانتماء الحزبي بركوب طائرة: “ليس الجميع يقود الطائرة، لكنهم يختارون الرحلة والثقة بالربان”.
قيمة الانتماء ومكانته في التاريخ
وتابع جعجع: “ما تقومون به اليوم ليس مجرد إجراء إداري. هو خطوة وقرار مفصلي. كما لحظة استلامكم بطاقة الهوية أعطتكم اسماً وانتماء جغرافياً، فإن بطاقة الحزب تمنحكم هوية خيار ودور في التاريخ”. وأضاف: “هناك ملايين مرّوا عبر التاريخ، لكن قلائل فقط صنعوا الفارق، لأنهم كانوا ضمن مجموعات منظمة وفاعلة. ومن اليوم، أنتم لم تعودوا على الهامش، بل جزء من مسار الأحداث”.
المشاركة السياسية: من الركن إلى الفعل
واستطرد جعجع مستنكراً ثقافة الابتعاد عن السياسة المنتشرة في مجتمعنا، مذكّراً بقصة حقيقية أثناء المحاكمات، حين سئل أحد الشهود إن كان منتمياً إلى حزب، فأجاب: “لا والحمد لله”. واعتبر جعجع أن هذا النمط من التفكير هو ما سمح بتمادي الوصاية السورية. “لو كان المجتمع اللبناني منظّماً حزبياً وواعياً سياسياً، لما استطاع عهد الوصاية أن يفرض سيطرته”.
المحطات الكبرى من نضال الحزب
وذكّر جعجع بتاريخ القوات اللبنانية، قائلاً: “هذا الحزب لم يولد من فراغ، بل نشأ من وجدان الناس. منذ بداياته، خاض المعارك دون دعم أو سلاح، بشباب اشتروا أسلحتهم وطبّبوا جراحهم بأنفسهم. وعندما دخلنا عهد الوصاية، صمد الحزب وحده. لم يساوم، لم يهادن، وواصل نضاله حتى إسقاط الوصاية. وعندما انتقلنا إلى العمل السياسي، عمل نوابنا ووزراؤنا بشفافية مشهودة، ولم تُسجل بحقهم أي شبهة فساد”.
دعوة إلى التزام مسؤول
وختم جعجع قائلاً: “أهنئ كل واحد منكم على هذا الخيار، ولكن فلتعلموا أنكم تحملتم مسؤولية كبرى. هذه ليست بطاقة عادية، بل رمز لمسيرة وقضية، وقرار أن تكونوا في قلب الحياة والتاريخ”.
مداخلات قيادية: التزام وأكثر
بدوره، أشار الأمين العام للحزب إميل مكرزل إلى أن الالتزام الحزبي لا يقتصر على حمل البطاقة، بل يتطلب أن يكون المنتسب “ملتزماً وأكثر”، أي فعّالاً في كل استحقاق ومبادرة وموقف. وقال: “أمور بسيطة، كاصطحاب العائلة إلى التصويت أو دعوة آخرين لحضور نشاطات الحزب، تحدث فرقاً كبيراً. فبذلك نكون فعلاً ملتزمين وأكثر”.
التنشئة السياسية ضرورة ملحّة
من جانبه، أكّد الأمين المساعد لشؤون المناطق جورج عيد أن على المنتسبين أن يلعبوا دوراً محورياً في بناء وعي سياسي داخل مجتمعاتهم، قائلاً: “المجتمع الواعي سياسياً يختار بحكمة، ويحاسب بثبات. وأنتم اليوم شركاء في صناعة هذا الوعي، بدءاً من العائلة والجيران، وصولاً إلى النقابات والانتخابات البلدية”. وختم: “من غير المقبول أن نمنع أبناءنا من السياسة. فالغد لا يُمنح، بل يُصنع”.