طرابلس نحو التغيير الجذري: مرشحون يناقشون رؤاهم وبرامجهم الانتخابية”ديموقراطيا نيوز” تلتقي أعضاء لائحة “طرابلس.. عاصمة” ذوق وصافي وسلطان

بقلم ندى جوني- ديموقراطيا نيوز

في إطار متابعتها للإنتخابات النيابية والإختيارية، تواصل ” ديموقراطيا نيوز “، إجراء سلسلة مقابلات مع المرشحين إلى المجلس البلدي في طرابلس، بهدف تسليط الضوء على رؤاهم وبرامجهم، وقراءة المشهد الإنتخابي من زواياه السياسية والإجتماعية والإنمائية.

تستعد مدينة طرابلس لخوض انتخابات بلدية طال انتظارها، في ظل واقع اجتماعي واقتصادي وإنمائي بالغ الصعوبة. طرابلس، المدينة التي لطالما عانت من التهميش المزمن، والإقصاء عن خطط الدولة التنموية، تجد نفسها اليوم أمام فرصة جديدة لإعادة تصويب المسار، عبر صناديق الاقتراع. فحيوية المشهد الانتخابي تنبع من حاجة الناس إلى التغيير، وسط تعددية لوائح وشخصيات تسعى لطرح بدائل أكثر جدية وواقعية، تستجيب لتحديات المدينة وتطلعات أبنائها.

المحامي ظهير صافي: نحو تغيير حقيقي وإدارة فعّالة لمدينة طرابلس

و في هذا السياق، أجرت “ديموقراطيا نيوز” مقابلة مع المحامي ظهير صافي، المرشّح على لائحة “طرابلس.. عاصمة”، للحديث عن خلفية ترشّحه، رؤيته لمستقبل المدينة، وأبرز ملامح برنامجه الإنتخابي.
يؤمن صافي أن طرابلس تقف اليوم أمام فرصة حقيقية للخروج من واقعها المتردي. كما أنه يعتبر أن لبنان مقبل على عهد جديد، يتطلب من الجيل الصاعد تحمّل المسؤولية والإنخراط الجاد في العمل العام.
يؤكد صافي بأن “طرابلس ليست مدينة فقيرة ،بل تمتلك كل مقوّمات النجاح، وما ينقصها هو القرار السليم والإدارة الفعّالة “.
في المقابل، جاء اختياره للائحة “طرابلس.. عاصمة” انطلاقاً من قناعة راسخة بأنها تمثل مشروعاً تغييرياً فعلياً، يضمّ وجوهًا كفوءة و رؤية مشتركة للعمل البلدي بعيدًا عن المصالح الشخصية.
كما أنه يشير إلى أهمية وجود الأستاذ أحمد ذوق ضمن اللائحة، معتبراً إياه نموذجاً ناجحاً في عالم الأعمال، مما يجعله قادراً على تقديم حلول عملية لشؤون المدينة. كما يلفت إلى التنوّع الطائفي والجندري الذي تُراعيه اللائحة، حيث تحظى بأعلى نسبة تمثيل نسائي مقارنة بباقي اللوائح.
ويرى صافي أن انتخابات هذا العام، بعد غياب تسع سنوات، تجري في أجواء مختلفة كليًا. فالمزاج العام في طرابلس تغيّر، والناس باتوا أكثر وعيًا بمصيرهم وأكثر مطالبة بالشفافية والمحاسبة. يصف اللحظة الانتخابية بأنها “مليئة بالأمل والتطلعات”، مشدداً على ضرورة ترجمة هذا الوعي إلى مشاركة فعلية في صناديق الاقتراع.

البرنامج الانتخابي الذي يطرحه صافي يركز على تحسين نوعية الحياة في المدينة، بدءاً من تأهيل البنية التحتية، مروراً بتطوير شبكة النقل، وصولاً إلى دعم التعليم المهني وخلق فرص عمل من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

كما يشير إلى ضرورة تهيئة بيئة استثمارية حقيقية في ظلّ فرص واعدة، أبرزها إعادة تشغيل مطار القليعات وإقرار اللامركزية الإدارية والمالية. ويولي البرنامج أهمية لقطاع الطاقة، حيث يدعو إلى تبني مصادر متجددة كالشمسية والرياح، ما يسهم في تحقيق استقلالية الطاقة ووضع طرابلس على خارطة الاستثمار الإقليمي.
أما في مجال الإصلاح، فيضع صافي أولوية قصوى للإدارة البلدية، داعياً إلى إدخال المكننة واعتماد الذكاء الاصطناعي في إدارة المرافق العامة بهدف تحسين الأداء وتقليص البيروقراطية. كما يشدّد على ضرورة تطوير شبكة المياه والصرف الصحي والنقل العام، إلى جانب تنشيط السياحة وتحسين البيئة العامة والمساحات الخضراء.
على الصعيد الشخصي، يُعرّف ظهير صافي نفسه كإبن المدينة، محامٍ عاش تفاصيل طرابلس وشارك أهلها تطلعاتهم وهمومهم. يحمل في رصيده تجربة غنية امتدت 11 عاماً في دبي، حيث تابع عن كثب نهضتها وتحوّلها إلى مدينة ذكية متقدمة. تلك التجربة شكّلت حافزاً لديه لنقل نموذج النجاح إلى مدينته الأم، مستفيداً من الطفرة التكنولوجية والذكاء الاصطناعي الذي يراه أداة أساسية في تطوير طرابلس مستقبلًا.
ويختم صافي برسالة لأهله في المدينة: ” التغيير بإيدنا. طرابلس عانت، لكن الأمل موجود. صوتكم بيصنع فرق، والمشاركة الواسعة هي الطريق لبناء مدينة تليق فينا وبأولادنا.
و يحث صافي الجميع للإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع، بهدف كسر دائرة التوجيه والإنقسام، وتعزيز صورة طرابلس كمدينة واعية، حريصة على مستقبلها، وقادرة على استعادة دورها الطبيعي.

ريمه سلطان: رؤية جديدة لتحسين طرابلس وتعزيز دور المرأة في العمل البلدي

ضمن السياق نفسه، وفي إطار سلسلة المقابلات مع مرشحي الانتخابات البلدية في طرابلس، كان لنا حديث مع الأستاذة ريمه سلطان، إحدى المرشحات عن لائحة “طرابلس عاصمة”.
ريمه، الحائزة على شهادة الدكتوراه في علم الألسنية من جامعة السوربون في باريس، وأستاذة جامعية في كلية إدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية، تُمثل نموذجاً من الإلتزام الأكاديمي والمهني. ولكن، ما دفعها للمشاركة في الإنتخابات البلدية هو إحساسها العميق بالمسؤولية اتجاه مدينتها. كما وتضيف أنه وبعد سنوات من العمل الأكاديمي، شعرت أن الوقت قد حان لتوظيف تجربتها في خدمة طرابلس وأهلها، وجعل صوتها جزءاً من هذا التغيير المطلوب.
في المقابل، اختارت الأستاذة ريمه اللائحة التي تحمل مكوّنات المدينة الحقيقية، والتي تضع مصلحة طرابلس فوق أي اعتبار سياسي أو طائفي. كما أنها أكدت في حديثها، أن هذه اللائحة تتميز بالكفاءة والنزاهة من جهة، بالإضافة إلى أنها تجمع بين العمل الجماعي والتخطيط المستدام بما يضمن مستقبلاً أفضل للمدينة.
من ناحية أخرى، تصف بدورها جو الإنتخابات في طرابلس هذا العام، بأنه مُفعم بالحماسة، مع الإشارة إلى أن ما يميّز هذه الدورة هو حضور قوي للنساء، حيث تشارك العديد من النساء لأول مرة في ترشحهن لعضوية المجلس البلدي. و هو ما يعكس رغبة كبيرة في التغيير و التجديد بعد انقطاع دام 9 سنوات.
كذلك، و في إطار حديثها عن البرنامج الإنتخابي. تؤكد الأستاذة ريمه بأن برنامجها الإنتخابي يركز على تحسين الخدمات الأساسية، بدءاً من النظافة والإنارة وصولاً إلى صيانة الطرقات. كما تشمل أولوياتها تعزيز الشفافية والمساءلة في إدارة البلدية، إضافة إلى إعادة إحياء وسط المدينة والمرافق العامة لتكون بمثابة مساحة للجميع.

في المقابل، تطمح الأستاذة ريمه إلى إطلاق مشاريع بيئية وثقافية وتنموية مستدامة من أجل دعم المؤسسات الصغيرة وخلق فرص عمل للشباب الطرابلسي.
بالإضافة إلى ذلك، تشير في حديثها بأن طرابلس بحاجة إلى إصلاح جذري في إدارة الشأن العام المحلي، بدايةً بتحديث الإدارة البلدية، تفعيل الرقابة، وإشراك المجتمع المدني في اتخاذ القرارات. كما ترى أن تحفيز طاقات الشباب وتنشيط الاقتصاد المحلي، يعتبر خطوة أساسية نحو النهوض بالمدينة.

فادي ذوق: رؤية مستقبلية لطرابلس وتحقيق التغيير من خلال المشاركة الفعّالة

في إطار التحضير لللإنتخابات البلدية في طرابلس، يواصل مرشح آخر، فادي ذوق، الحديث عن رؤيته المستقبلية للمدينة وتطلعاته لتغيير واقعها.
يشير فادي إلى أن قرار خوضه الإنتخابات ينبع من حبه العميق لمدينته، وإيمانه بقدرته على الإسهام في تحسين واقعها وتحقيق رؤية مستقبلية تكون فيها طرابلس على مستوى طموحات أهلها. اختار فادي لائحة ” طرابلس عاصمة” لأنها تمثل القوى الطرابلسية الطموحة والمستعدة للعمل من أجل تحقيق تطلعات المدينة بكافة أطيافها.
كما ويتابع في حديثه بالإشارة إلى أن الإنتخابات هذه السنة تتسم بحماسة كبيرة، وهو ما يعبّر عنه العدد الكبير من اللوائح والمرشحين الذين يسعون للمشاركة في هذه الانتخابات، ما يدل على رغبة حقيقية في التغيير وإعادة بناء المدينة.
في المقابل، يرى بدوره أن النجاح لا يتوقف على الفوز بالمقاعد، بل على القدرة على تقديم حلول عملية، تساهم في إحداث فرق حقيقي على الأرض.
ويختم فادي برسالة حثّ فيها أهل طرابلس على المشاركة الفعالة في العملية الإنتخابية، معتبراً أن التغيير يبدأ من كل فرد في المدينة، وهو ما يتماشى مع رؤيته لتحقيق تطلعات 20/30 لطرابلس.

طرابلس نحو التغيير: المشاركة الفاعلة مفتاح المستقبل

تشهد مدينة طرابلس اليوم لحظة تاريخية من الأمل والتطلع نحو التغيير الفعلي. مع اقتراب موعد الإنتخابات البلدية، يبرز مشهد انتخابي غنيّ بالأفكار الطموحة، والمشاريع الجادة التي يسعى المرشحون إلى تنفيذها من أجل تحسين واقع المدينة على كافة الأصعدة.
طرابلس، التي عانت طويلاً من الإهمال، تقف اليوم على مفترق طرق، حيث يحدو أهلها الأمل في تغيير جذري يحقق لهم مستقبلاً أفضل، مع الاستفادة من الطاقات الشابة والكفاءات القادرة على إدارة شؤون المدينة بحرفية وشفافية.
في هذه اللحظة الحاسمة، تكمن أهمية المشاركة الواسعة في الانتخابات كخطوة أولى نحو بناء مدينة تليق بتاريخها ومستقبلها. بعبارة أخرى، فالمشاركة الفاعلة هي الأداة الوحيدة لتحقيق التغيير المنشود، ولن يكون ذلك إلا بصوت الجميع الذي سيصنع الفرق.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top