رفع العقوبات الاميركية عن سوريا: فرص اقتصادية وتأثيرات على لبنان

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، موضحًا أن قراره جاء بعد مناقشات أجراها مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بهدف منح الشعب السوري فرصة جديدة.

وكان تطبيق “قانون قيصر” قد ترك أثرًا بالغًا على قطاع الطاقة في لبنان، حيث أجهض أي خطط للنظام السوري تتعلق بتصدير الغاز إلى لبنان، أو استخدام الموانئ اللبنانية كبديل عن الموانئ السورية التي تواجه حصارًا. كما طال تأثير القانون القطاع المصرفي وقيّد حركة التجارة الشرعية، في الوقت الذي زاد فيه من نشاط التهريب. واليوم، يطرح تساؤل مهم: كيف سينعكس قرار رفع العقوبات على الوضع في لبنان؟

في هذا السياق، يرى الباحث في الشؤون الاقتصادية والمصرفية محمد فحيلي أن رفع العقوبات يفتح آفاقًا جديدة في العلاقات الاقتصادية بين لبنان وسوريا. وأوضح أن عددًا من المصارف اللبنانية التي كانت قد افتتحت فروعًا في سوريا اضطرت إلى إغلاقها بسبب العقوبات، وكذلك توقّف العديد من التجار عن العمل هناك. ومع رفع العقوبات، يمكن لتلك المصارف العودة إلى السوق السوري، كما يمكن للشركات اللبنانية البدء بالتفاوض مع نظيراتها السورية للتعاون أو تقديم الخدمات داخل سوريا.

وأشار فحيلي، في حديث لموقع mtv، إلى أن التجار السوريين قد يتجهون مجددًا للاعتماد على بلدهم في التحويلات المالية بدلًا من لبنان، مما سيؤدي إلى انخفاض الطلب على الدولار في السوق اللبنانية.

لكنه شدّد على ضرورة التحلي بالحذر وعدم المبالغة في التفاؤل، إذ إن القرار لا يزال في إطار النيات ولم يُترجم بعد إلى خطوات تنفيذية فعلية، مضيفًا أن المرحلة المقبلة ستكون تحضيرية وقد تستغرق وقتًا، داعيًا إلى التروي في فهم تصريحات الرئيس ترامب خلال زيارته الأخيرة لدول الخليج.

أما عن تأثير القرار على سوريا، فاعتبر فحيلي أنه سيكون كبيرًا وإيجابيًا، مشيرًا إلى أن البلاد تحتاج بشدة إلى إعادة الإعمار، وتحفيز الاقتصاد الوطني، وتسهيل تدفق رؤوس الأموال، لا سيما من دول تتعامل بالدولار ولها علاقات مع الولايات المتحدة، مثل دول الخليج وبعض الدول الأوروبية.

وأضاف أن رفع العقوبات قد يفتح الباب أمام استثمارات أميركية مباشرة داخل سوريا، خاصة في ظل وجود نظام أكثر انفتاحًا على الولايات المتحدة من النظام السابق بقيادة بشار الأسد.

وختم فحيلي بالقول إن المواطن السوري، خصوصًا المقيم في الولايات المتحدة، سيشعر بتحسّن سريع، مشيرًا إلى وجود عدد كبير من اللاجئين السوريين الذين أسسوا أعمالًا وشركات في أوروبا وأماكن اللجوء، وهم قادرون على العودة والمساهمة في عملية النهوض الاقتصادي في بلادهم
المصدر :دارين منصور mtv

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: