
تصدرت المملكة العربية السعودية الساحة الدولية والإقليمية من خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لها في بداية ولايته الثانية، مما أظهر الرياض كحليف استراتيجي لواشنطن وأساساً في استراتيجيتها بالشرق الأوسط. تحولت السعودية إلى محور رئيسي في حل النزاعات الإقليمية والعالمية، حيث أصبحت تلعب دوراً قيادياً في استضافة محادثات بين القوى الكبرى، مثل اللقاءات الأميركية-الروسية والأميركية-الأوكرانية.
السعودية بحاجة إلى قيادة المنطقة العربية لثلاثة أسباب: أولاً، لأن الرياض تدعم الدول الوطنية المستقلة بعيداً عن التدخلات الخارجية. ثانياً، لمواجهة أطماع إيران التوسعية في المنطقة. ثالثاً، لأنها قادرة على إقامة شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة لتحقيق الأمن والاستقرار العربي.
تشير المشهدية السعودية إلى ظهور “الشرق الأوسط الجديد”، الذي تهيمن عليه السعودية وليس إيران أو إسرائيل. في هذا السياق، تستمر إيران في محاولاتها التوسعية التي زعزعت استقرار المنطقة. ومن جهة أخرى، حققت السعودية تحولات إيجابية ساهمت في تعزيز استقرار المنطقة، بينما كانت إيران قد استثمرت في الحروب والتوسع على حساب رفاهية شعبها.
هذا التحول يثير تساؤلات حول تأثيره على المواطن الإيراني، الذي يعيش في ظروف قاسية مقارنةً بمواطن سعودي ينعم بالاستقرار، بينما تواجه إيران عزلة دولية وعقوبات. إن الشعب الإيراني، الذي عانى من القمع في ثوراته السابقة، قد يسعى قريباً إلى تغيير سياسي إذا استمرت إيران في سياساتها الحالية، مع مطالبته بتغيير أولويات الدولة نحو رفاهية شعبه ومنافسة الدول المتقدمة