ماذا يطالب دروز السويداء في ظل الأزمة السورية؟

محاولة لفتح قناة مع تل أبيب قوبلت بالرفض

قبل أسابيع، وفي إطار مساعٍ لتقريب وجهات النظر بين دمشق والسويداء، نقل وسيط يعمل على خط المفاوضات عرضاً مفاجئاً للدروز: فتح قناة تواصل بين الإدارة السورية وإسرائيل. العرض تضمّن لعب أبناء المحافظة دوراً أولياً في تدشين مسار سلام محتمل، قد يُسجَّل في التاريخ كخطوة نحو إنهاء عقود من العداء.

لكن الردّ جاء قاطعاً من ممثلي السويداء: “لسنا وسطاء للتطبيع، ولا نطمح لدخول التاريخ على حساب الجولان”. موقف يعكس رفضاً تاماً لأي مساومة على السيادة، رغم ما رافق ذلك من حملات تتهم الدروز بالسعي للانفصال أو التعاون مع تل أبيب.

الدروز: لا مشاريع انفصالية… بل لامركزية تحمي الدولة

منذ سقوط النظام السابق، عبّر أبناء السويداء، بقيادة المرجع الروحي للطائفة الشيخ حكمت الهجري، عن مشروع سياسي واضح يدعو إلى نظام لا مركزي – فدرالي، يضمن مشاركة عادلة في الحكم ويضع حداً لحكم الفرد الذي دمّر بنية الدولة لعقود.

الشيخ الهجري لم يطرح يوماً فكرة الانفصال أو الدولة الدرزية، بل دعا إلى حماية دولية للمدنيين في لحظات الخطر، على غرار ما طالب به سوريون كثر في بدايات الثورة. وبحسب مراقبين، فإن مطالب السويداء تنسجم مع المصلحة الوطنية العامة أكثر مما توحي به حملات التخوين.

اتفاق أمني جديد يُرسّخ الانتماء الوطني

مؤخراً، أُبرم اتفاق بين دمشق والسويداء يتضمّن إعادة تفعيل قوى الأمن الداخلي والضابطة العدلية، من كوادر أبناء المحافظة حصراً. وهي خطوة تُثبت أن مطالب الحراك الدرزي لم تكن عبثية أو مشبوهة، بل تهدف إلى استعادة مؤسسات الدولة على أسس من العدالة والتمثيل المتوازن.

الجغرافيا تُسقِط وهم الدولة البديلة

الحديث عن انفصال السويداء أو ضمّها إلى إسرائيل لا يستقيم واقعياً. فالمحافظة محاطة من كل الجهات بمحافظات سورية، ولا تملك أي منفذ مستقل، وتعتمد على دمشق في الغذاء والوقود. وهي مفصولة عن الجولان المحتل بدرعا والقنيطرة، ما يجعل أي ربط مع إسرائيل مجرّد فانتازيا سياسية.

بين التضليل والحقيقة: من المستفيد من فزاعة الانفصال؟

يؤكد ناشطون ومراقبون أن شبح الانفصال يُروّج له لتبرير قمع الحراك أو شيطنته، ثم التظاهر لاحقاً بـ”إسقاط المؤامرة”. وفي المقابل، يقدّم أبناء السويداء نموذجاً في الحراك المسؤول، الذي يطالب بدولة مدنية تعددية، من دون المساس بوحدة الأراضي أو الهوية الوطنية.

المصدر : جواد الصايغ – نداء الوطن

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: