
بينما لا يزال اللبنانيون منشغلين بالانتخابات البلدية والاختيارية، بدأت الاستعدادات للانتخابات النيابية تتقدّم على نار سياسية هادئة، قبل عام من موعدها المفترض في أيار المقبل. الماكينات الحزبية عادت إلى العمل، مدفوعةً بتبدلات داخلية وإقليمية تعطي لهذا الاستحقاق طابعاً مصيرياً.
حماسة المغتربين لا تقلّ عن المقيمين. مصادر نيابية تؤكد لـ”نداء الوطن” أن مئات آلاف اللبنانيين المنتشرين يتهيأون للمشاركة، متمسّكين بحقهم الكامل بالاقتراع، وسط مخاوف من محاولات لتقليص هذا الحق إلى 6 نواب فقط يمثلونهم، ما يُعدّ خطوة لفصلهم عن بلدهم.
خلافات وشد حبال نيابي
جلسة اللجان النيابية المشتركة أمس لم تُحرز أي تقدم. الخلافات احتدمت حول تطبيق الإصلاحات العالقة في القانون الحالي، خصوصاً “الميغاسنتر” والبطاقة الممغنطة، إضافة إلى اقتراع المغتربين. نواب “الجمهورية القوية” طالبوا بتصحيح الخلل وتمكين المغتربين من التصويت لكامل النواب، بينما أصرّت كتل من فريق 8 آذار و”التيار الوطني الحر” على حصر اقتراعهم بـ6 نواب، واقترح بعضهم خفض سن الاقتراع. كما أعاد “التيار” طرح قانون “اللقاء الأرثوذكسي”، بينما دعت أطراف أخرى لتفعيل مجلس الشيوخ وفق اتفاق الطائف.
الميغاسنتر ضرورة جنوباً
مصادر نيابية ترى أن الوقت لا يسمح بمزايدات انتخابية. الأولوية يجب أن تكون لتطبيق القانون القائم، وخصوصاً إنشاء “الميغاسنتر” الذي يتيح للناخبين المقيمين في مناطق متضررة – خاصة في الجنوب – ممارسة حقهم بحرية وفي أماكن آمنة، بعيداً عن الضغوط الحزبية.
مواجهة بدعة الـ6 نواب للمغتربين
في المقابل، تؤكد أوساط سيادية أن تخصيص 6 نواب للمغتربين يشكّل انتقاصاً من دورهم. وتكشف عن بدء تحرّك سياسي وشعبي في الخارج لرفض هذه “البدعة”، التي تهدف، حسب رأيها، إلى تحجيم تأثير الصوت الاغترابي خشية نتائجه.
وتختم الأوساط: “من غير المقبول أن نحتفي بأموال المغتربين لإنقاذ الاقتصاد، ثم نحرمهم من حقهم الديمقراطي في اختيار ممثليهم عن الوطن كلّه، لا فقط عن دائرة الاغتراب”.
المصدر : لارا يزبك- نداء الوطن