بين هزات الجوار وقلق الداخل: هل لبنان مستعد لزلزال محتمل؟

مع كل زلزال يضرب دول الجوار، يعود القلق ليخيم على اللبنانيين الذين لم ينسوا بعد رعب الهزة الأرضية التي شعروا بها في شباط 2023، بالتزامن مع الزلزال المدمّر في كهرمان مرعش بتركيا، والذي خلف آلاف الضحايا في تركيا وسوريا. ومؤخراً، لم تقتصر الهزات على تركيا فقط، بل وصلت إلى اليونان أيضاً، ما زاد منسوب الخوف لدى اللبنانيين من إمكانية تكرار سيناريو كارثي في الداخل.

لكن الخوف في لبنان لا يتعلق فقط بالكوارث الطبيعية، بل أيضاً بعدم الجاهزية لمواجهتها. فبلد أرهقته الأزمات المتتالية، ويعاني من ضعف في البنية التحتية والنظام الصحي والاستجابة للطوارئ، قد لا يكون قادراً على تحمل تداعيات زلزال كبير.

وفي حديث لـ”نداء الوطن”، شدد خبير الزلازل الدكتور طوني نمر على أن التنبؤ بموعد الزلازل يبقى مستحيلاً علمياً، موضحاً أن الزلازل التي ضربت تركيا واليونان لا تؤثر مباشرة على احتمال وقوع زلزال في لبنان. ولفت إلى أن أقوى زلزال تأثر به لبنان كان زلزال تركيا عام 2023، ومع أن تأثيره مرّ من دون أضرار تُذكر، فإن احتمال تكراره يبقى ضئيلاً حالياً.

وأوضح نمر أن لبنان يقع على خط زلزالي نشط يعرف بفالق البحر الميت، والذي يمتد من خليج العقبة إلى جنوب تركيا، ويشكّل نقطة تماس بين الصفيحتين العربية والأفريقية. هذا التماس يولّد ضغطاً جيولوجياً دائماً، قد يؤدي إلى حركة مفاجئة عند تجاوز الصخور لقدرتها على التحمل، مسبباً هزة أرضية.

وعن المؤشرات التي قد تنذر بزلزال، أشار إلى أنه لا توجد إشارات دقيقة تسبق الزلازل، مضيفاً أن الهزات المتكررة في منطقة ما لا تعني بالضرورة أن زلزالاً كبيراً سيقع.

أما عن الجاهزية، فأكد أن الواقع غير مطمئن: فمعظم الأبنية في لبنان ليست مصممة لتحمّل زلازل قوية، خصوصاً تلك المبنية على التربة أو الرمال، بينما قد تكون الأبنية المشيدة على الصخور أكثر صلابة

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: