
بقلم ندى جوني – ديموقراطيا نيوز
تتحضر مدينة صيدا غدًا لخوض انتخابات بلدية طال انتظارها، بعد مرور تسع سنوات على آخر استحقاق ديمقراطي محلي. هذه المدينة الجنوبية التي شكّلت تاريخيًا مركزًا سياسيًا واجتماعيًا مؤثرًا، تدخل اليوم مرحلة جديدة من التحديات، في ظل غياب “تيار المستقبل” عن المشهد، وظهور لوائح مدنية مستقلة تحمل آمال التغيير لدى شريحة واسعة من المواطنين.
في هذا الإطار، أجرت “ديموقراطيا نيوز” مقابلة مع المهندس مصطفى حجازي، رئيس لائحة “سوا صيدا”، والتي تُعد أول لائحة مكتملة تعلن عن نفسها في المدينة، وتحمل مشروعًا انتخابيًا يرتكز على الكفاءات و المبادرات المحلية.
مشاركة حجازي من داخل لائحة “سوا صيدا”: كفاءات محلية وبرنامج تنموي شامل
في حديثه لـ “ديموقراطيا نيوز”، يصف المهندس مصطفى حجازي المشهد الانتخابي في صيدا بأنه غير مسبوق منذ العام 1992، نظرًا للضبابية التي تطغى على مواقف القوى السياسية التقليدية، ما أفسح المجال أمام المبادرات المدنية لتشكيل لوائح مستقلة تنبع من المجتمع المحلي. و يؤكد أن “سوا صيدا” لائحة خالية من أي محاصصة سياسية، و تضم طاقات شبابية ونسائية لافتة، بينها خمس نساء، بالإضافة إلى أصحاب اختصاص وكفاءات من مختلف القطاعات.
كذلك يشير حجازي إلى أن اللائحة تحظى بدعم من جمهور “تيار المستقبل” و عدد من المكوّنات الاجتماعية الأخرى، رغم غياب الدعم الرسمي من التيار، مضيفًا أن “جمهور المستقبل منفتح على المشاركة بكثافة، وقد تلقى دعوة صريحة لذلك”.
كما يشدّد على أن البرنامج الانتخابي للائحة يتناول ملفات حيوية أبرزها معالجة أزمة النفايات، تفعيل الشراكة مع المجتمع المدني، تنشيط القطاع السياحي، التعاون مع القطاعين العام و الخاص، و إطلاق مشاريع تنموية مستدامة.
كما يرى حجازي أن الفريق البلدي في “سوا صيدا” يضم خليطًا من الفئات الاجتماعية و المهنية، مع أولوية واضحة لتمكين الشباب، مشددًا على أهمية أن يُنتخب مجلس بلدي قادر على العمل و المحاسبة، لا سيّما في ظل غياب طويل عن الاستحقاقات الديموقراطية في المدينة.
و عن خلفيته، يقول حجازي أنه مهندس أنظمة هندسية، تولّى إدارة خلية الأزمة خلال جائحة كورونا في صيدا، كما كان له دور فاعل خلال تداعيات الحرب الاسرائيلية الأخيرة، ما يعكس خبرته في التعامل مع الأزمات وقدرته على التنسيق والعمل ضمن فرق مدنية ومؤسساتية.
إذًا على أعتاب استحقاق بلدي مفصلي، تبدو صيدا أمام فرصة لإعادة صياغة مشهدها المحلي من خلال وجوه جديدة و رؤى مستقلة. و بين رهانات المجتمع المدني و تراجع تأثير الأحزاب الكبرى، قد تحمل لائحة “سوا صيدا” نموذجًا بديلًا يسعى لإحداث فرق فعلي في حياة الناس. فهل يستجيب الناخب الصيداوي لهذا الطموح و يمنح الفرصة لتجربة مدنية مختلفة؟
