
مع طيّ صفحة الانتخابات البلدية، تبدأ مرحلة جديدة عنوانها التحدي الإنمائي والمالي. فقد ورثت المجالس البلدية الجديدة صناديق شبه فارغة، وسط توقّعات عالية من المواطنين بتحقيق تغيير حقيقي في ظل واقع اقتصادي مأزوم.
رغم صدور مرسوم توزيع عائدات الصندوق البلدي المستقل عن العام 2022 في نهاية 2024، إلا أن قيمتها الفعلية تآكلت بفعل تدهور العملة. وقد بلغت قيمة العائدات الإجمالية نحو 714 مليار ليرة، وزِّعت بمعايير سكانية ومالية، في وقت تبيّن أن نصف البلديات نالت أقل من 250 مليون ليرة فقط، وهي مبالغ بالكاد تكفي لسدّ رواتب الموظفين.
أمام هذا الواقع، على البلديات التحرّك بذكاء: عبر تحسين الجباية، استثمار الأملاك البلدية، تعزيز الشفافية لجذب الشراكات والتمويلات الدولية، وإشراك المغتربين في عجلة التنمية. فمرحلة ما بعد الانتخابات تتطلب بلديات ذات رؤية، لا تعتمد على المركزية المفرطة، وتتجنّب الوقوع في فخّ المحسوبيات والمشاريع التجييرية مع اقتراب الانتخابات النيابية.
الفرصة متاحة لبداية جديدة، شرط حسن الإدارة ووضوح الأولويات
المصدر: مريم حرب mtv