
في مشهد لم يألفه السوريون لعقود، باتت الفواكه الاستوائية، كالكيوي والأناناس والمانجو، تزيّن واجهات المحال في وسط دمشق، بعدما كانت تُعد “فاكهة محرّمة” تصنّف ضمن الكماليات ويُجرَّم بيعها أو استيرادها تحت الحكم السابق.
يقول أحد الباعة في سوق الشعلان، مروان أبو هايلة، إن تلك الفواكه كانت تُهرّب في السابق بطرق سرّية، أحياناً تُخبّأ داخل محركات السيارات، لتصل بكميات محدودة إلى موائد الأثرياء. أما اليوم، وبعد التغيير السياسي في سوريا في ديسمبر الماضي، أصبحت هذه الفواكه متاحة علنًا وبأسعار أقل بكثير.
ورغم الانفتاح الظاهر في الأسواق وتراجع القيود، فإن الفواكه الاستوائية لا تزال بعيدة عن متناول شريحة واسعة من السوريين، حيث تُعد رفاهية في بلد يعيش أكثر من 90% من سكانه تحت خط الفقر. ومع ذلك، يربط الباعة والزبائن هذا الانفتاح الاقتصادي الجزئي بتغييرات سياسية، منها تراجع الرقابة والملاحقة، وتحرير السوق المحلي.
الطالبة نور عبد الجبار تقول مازحة إنها “كانت ترى الأناناس على التلفاز أكثر من الأسواق”، فيما تعتبر ربة المنزل إلهام أمين أن وجود هذه الفواكه على الرفوف لا يعني بالضرورة إمكانية شرائها، لأن أسعارها لا تزال مرتفعة بالنسبة للكثير من العائلات