بعد صيفيات متلاحقة أنهكتها الأزمات السياسية والأمنية، يبدو أن لبنان مقبل على موسم صيفي مختلف كليًا. فبحسب رئيس نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود، نحن على أعتاب “الصيفية الحلم”، مع مؤشرات قوية تعكس انتعاشًا غير مسبوق في القطاع السياحي.

سفير لبنان في الإمارات، فؤاد دندن، أكد مؤخرًا أن الرحلات القادمة إلى لبنان ممتلئة، مشيرًا إلى حماسة واضحة لدى الإماراتيين ليس فقط لزيارة لبنان، بل أيضًا للاستثمار فيه، نتيجة تحسن ملحوظ في الاستقرار الأمني والتغيير الإيجابي في الأجواء العامة داخل البلاد.

جان عبود، في حديثه لموقع mtv، أوضح أن نسبة الحجوزات إلى لبنان تقارب 100%، وتشهد ازديادًا يوميًا، مما دفع عدة شركات طيران لبرمجة رحلات إضافية إلى بيروت من وجهات مثل دبي، السعودية، وباريس. أما الكويت، فقد سبقت الجميع ورفعت فعليًا عدد رحلاتها استجابة للطلب الكبير.

ويتوقّع عبود أن يتجاوز عدد الوافدين عبر مطار بيروت 15 ألفًا يوميًا اعتبارًا من 5 يوليو، وهو رقم مرشّح للارتفاع على مدى شهرين، مدفوعًا بعودة المغتربين الذين لم يتمكنوا من زيارة وطنهم العام الماضي، إضافة إلى زيادة منتظرة من السياح العرب، خاصة من مصر، العراق، الأردن، والإمارات بعد رفع الحظر عن السفر إلى لبنان.

ولا تقتصر التوقعات على المغتربين من الدول العربية والأوروبية، بل تشمل الجاليات اللبنانية في أميركا الشمالية والجنوبية وكندا، عبر بوابات العبور الأوروبية (باريس، لندن، مدريد). ويتوقع عبود زيادة في الرحلات العابرة للأطلسي لتلبية هذا الطلب، مؤكدًا أن القادمين من تلك الدول يمكثون لفترات أطول وينفقون أكثر، وهو ما ينطبق أيضًا على السياح الخليجيين.

ويشير عبود إلى أن الحالة النفسية والاطمئنان الأمني هما المفتاح لانتعاش القطاع السياحي، مشيرًا إلى أن العام الماضي شهد تجميدًا للعديد من الرحلات الجوية نحو بيروت بسبب المخاوف الأمنية، ما ترك “الميدل إيست” وحيدة في الميدان. اليوم، المشهد مختلف تمامًا: عهدٌ جديد، ووعود تُنفّذ، وحكومة تعمل، ما يعيد الثقة ويعيد السياحة إلى موقعها الطبيعي كمحرّك أساسي للاقتصاد اللبناني.

وكما يُقال: “حين يهدأ الداخل، يضجّ المطار بالسياح” — وهذه الضجة في مطار بيروت، هي ما يحتاجه لبنان الآن وأكثر

المصدر:سنتيا سركيس mtv