بين غياب القيادة وخلاف الحزب وبري

أشارت أوساط دبلوماسية في حديث لـ”نداء الوطن” إلى أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري كان قد شدّد في وقت سابق على أهمية بقاء قوات “اليونيفيل” في الجنوب، لأسباب اقتصادية وأمنية، وعلى وجه الخصوص، منع الاحتكاك المباشر مع إسرائيل تجنباً لأي حرب جديدة. لكن هذه الأوساط تساءلت عن سبب استمرار “حزب الله” في استفزاز هذه القوات، رغم تأكيده على ثقته بالجيش اللبناني وعدم ثقته بـ”اليونيفيل” التي، بحسبه، تتهمه دون وجه حق. هذا الموقف يطرح علامة استفهام كبيرة حول استمرار وجود السلاح في مناطق جنوب الليطاني، ما ينسف مزاعم خلوها من أي سلاح غير شرعي.

وتابعت الأوساط: هل يشير هذا التوتر إلى وجود تباين في المواقف بين “حزب الله” ونبيه بري؟ وهل من الممكن أن يؤدي هذا الصراع إلى تقويض دور “اليونيفيل”، ما يفتح الباب أمام إسرائيل للتدخل المباشر بذريعة ضعف أداء هذه القوات؟

وفي هذا السياق، لفتت الأوساط نفسها إلى الغياب التام لقيادة حاسمة تملك رؤية استراتيجية على مستوى رئاستي الجمهورية والحكومة، وهو ما يُحمّل الشعب اللبناني كلفة باهظة سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا. واستشهدت الأوساط بكتاب “القيادة”، آخر ما صدر عن وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر قبل وفاته، حيث يرى أنّ القيادة الحقيقية تتطلب إما رجل دولة أو صاحب رؤية. وبرأي كيسنجر، فإن رجل الدولة هو من يُحسن التعامل مع الظروف بدلًا من أن يكون رهينة لها، مع الحرص على الحفاظ على الهوية الوطنية لشعبه في خضم التغييرات التي يشجع على إحداثها داخلياً.

المصدر: نداء الوطن

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: