
في إطار الجهود الإقليمية لإعادة ترتيب العلاقات اللبنانية – السورية، يستعد وفد سوري رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية أسعد الشيباني لزيارة لبنان نهاية الشهر الجاري، ضمن مسار ترعاه السعودية منذ اجتماع وزيري دفاع البلدين في آذار الماضي.
الملفات المطروحة للنقاش تشمل ضبط الحدود ومكافحة التهريب، مع تركيز خاص على ترسيم الحدود بين البلدين وتحديد هوية مزارع شبعا، التي تُستخدم كذريعة لسلاح “حزب الله”. وتقول مصادر دبلوماسية لبنانية إن ترسيم الحدود بات مطلباً دولياً وشرطاً أساسياً للاستقرار الإقليمي، خصوصاً في ظل المساعي الأميركية – السعودية لإرساء تسوية كبرى في المنطقة.
باريس دخلت على الخط، إذ سلّمت وزارة الخارجية اللبنانية خرائط تعود إلى فترة الانتداب الفرنسي للمساعدة في ترسيم الحدود وتثبيت وضعية شبعا.
كذلك، ستطرح الحكومة اللبنانية خطة جديدة لإعادة النازحين السوريين، وستطلب من الوفد السوري التعاون في هذا المجال، مشددة على أن لا مبررات لبقاء العدد الكبير منهم في لبنان، الذي يرزح تحت أزمات متراكمة.
الزيارة تتناول أيضاً ملفات قضائية وأمنية، أبرزها تسريع محاكمات الموقوفين السوريين في لبنان، وتسليم دمشق مطلوبين لبنانيين فارين إلى سوريا.
هذه الخطوة هي جزء من مسار سياسي طويل تقوده الرياض، وستُستكمل بلقاءات أخرى، بينها اجتماع مرتقب في العاصمة السعودية، في إطار بناء علاقات “دولة إلى دولة” بعيداً عن نفوذ الأنظمة أو الأحزاب، وبما يضمن احترام السيادة والتعاون بين الشعبين.