
تصاعدت مشاعر القلق بين اللبنانيين في الداخل والخارج بعد اندلاع المواجهة بين إسرائيل وإيران، خاصة في ظل تحذيرات أميركية لرعاياها في المنطقة، وقرار بعض شركات الطيران تعليق رحلاتها إلى بيروت. تأتي هذه التطورات في وقت يترقبه اللبنانيون كموسم صيف واعد، مع تدفّق المغتربين المرتقب في الأسابيع المقبلة، وسط مؤشرات توحي بإمكانية تعرّضه لنكسة أمنية واقتصادية جديدة.
المشهد يعيد إلى الأذهان صيف العام الماضي، لكنّ الخوف اليوم أوسع: هل يعود لبنان إلى واجهة الصراع مجددًا؟ وهل يتحول إلى ساحة دعم للمحاور؟ وماذا عن مصير الموسم السياحي المنتظر، خصوصًا في ظل إغلاق بعض المدارس في مناطق كالنبطية والضاحية؟
النائب غسان حاصباني أشار إلى أن الضربة الإسرائيلية لإيران تحمل تداعيات أولية على مستوى المنطقة، أبرزها تعطّل حركة الطيران والشحن، وارتفاع كلفة النقل والتأمين، ما ينعكس على الاقتصاد ككل. وأضاف أن احتمال توسّع الحرب بات واقعيًا، وقد يمتد ليشمل لبنان، سواء عبر تحركات من أراضيه أو ضده.
وبحسب حاصباني، فإن المشهد الإقليمي مرشّح لأن يتبلور خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة، ما بين سيناريو مفاوضات لخفض التوتر، أو تحوّل الصراع إلى حرب طويلة تستنزف المنطقة وتفرض ترتيبات سياسية جديدة، قد تصل تداعياتها إلى لبنان.
وعلى المستوى المحلي، يرى أن تأثير التوترات سيكون ملموسًا، حتى في حال لم تتوسع رقعة الحرب، وذلك بفعل حالة عدم اليقين التي تضعف الثقة وتُقلق المستثمرين والسياح. فالموسم الصيفي – رغم ما يحمله من وعود – بات مهدداً حتى في ظل حياد لبنان، نتيجة الأجواء الإقليمية المضطربة.
وفي ما يخص الوضع الاقتصادي، شدد حاصباني على أهمية عدم التخلّي عن مسار الإصلاح، رغم تراجع الاهتمام الدولي المؤقت، محذّرًا من أن طبول الحرب قد تزيح الأولويات الوطنية كالدعم المالي والإصلاحات.
من جهته، طمأن نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي إلى أن الاستيراد لم يتأثر حتى الآن، مؤكدًا عدم وجود مبرّر مباشر للهلع أو ارتفاع الأسعار. لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن استمرار التصعيد العسكري سيُحدث ضغوطًا أكيدة على الأسواق، خاصة إذا دخلت أطراف جديدة على خط النزاع.
في المحصلة، لبنان يقف على حافة صيفٍ مضطرب، بين أمل المغتربين وموسم السياحة، ومخاطر الانزلاق إلى صراعات لا ناقة له فيها ولا جمل. المطلوب: الحياد، والجهوزية، وتثبيت الإصلاحات بانتظار ما ستفرزه المنطقة من تسويات أو تصعيد.
المصدر : ندى سعرتي- نداء الوطن