
رغم التزام حزب الله ضبط النفس في الخطاب السياسي وتجنّب التصعيد العلني حيال الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، تشير معلومات موثوقة إلى أن الحزب أنهى تحضيراته الميدانية بالكامل، وأعدّ بنك أهدافه بدقة، ولم يتبقَّ سوى اتخاذ قرار الدخول المباشر في المواجهة، بحسب مرجع سياسي بارز مطّلع على أجواء الحزب.
المرجع أكد أن القرار بالمشاركة قد اتُّخذ على أعلى المستويات داخل قيادة حزب الله، لكن توقيت التنفيذ ما زال مرتبطًا بمسار الأحداث على الأرض. وفي الوقت نفسه، أوضح أن طهران لم تطلب من أي فصيل مقاوم، بما فيهم حزب الله، تقديم دعم عسكري مباشر في هذه الحرب. غير أن تعقيدات المعركة واستمرار الاستهداف الإسرائيلي للأراضي اللبنانية قد يفرضان، في لحظة مفصلية، مشاركة فاعلة من الحزب.
ولفت المرجع إلى أن الدخول في الحرب بالنسبة لحزب الله لم يعد مجرد خيار سياسي، بل تحوّل إلى “واجب وجودي”. فرغم أن الحزب لا يسعى إلى حرب شاملة، فإنه يرفض في المقابل القبول باستمرار الاعتداءات الإسرائيلية، أو التنازل عن أي من حقوقه، مؤكدًا أن “الصمت الحالي تكتيكي ولا يعكس أي تراجع في الدور أو القرار أو الالتزام تجاه إيران”.
وردًا على من يشكك بقدرة حزب الله على خوض مواجهة كبرى في الظروف الراهنة، قال المرجع إن الوقائع الميدانية تكشف عن واقع مختلف: الحزب أعاد تنظيم صفوفه، ورفع مستوى الجهوزية جنوبًا، وفعّل وحداته الصاروخية. وأضاف أن “أي ضربة ينفذها الحزب ستكون مفاجئة، موجعة، وخارج حسابات العدو التقليدية”.
وفي هذا السياق، علم أن تحذيرات دولية وصلت إلى القيادات الرسمية اللبنانية، تحذّر من أن أي تورّط من قبل حزب الله في الحرب «الإسرائيلية – الإيرانية» سيُقابل بردّ إسرائيلي واسع، قد يستهدف مطار بيروت والمرافئ والبنى التحتية الحيوية، ما يضع كل لبنان تحت خطر التصعيد.
لكن المرجع شدد على أن حزب الله لا يستجيب للتهديدات أو الضغوط الدولية، ولا ينتظر موافقة أحد قبل اتخاذ قراراته. وأضاف: “القرار بالردّ اتُّخذ، ولكن تنفيذه مرهون فقط بقرار قيادة الحزب وفي الوقت الذي تراه مناسبًا”.
وعندما سُئل إن كان هذا التطور ينذر بحرب شاملة جديدة، اكتفى المرجع بالقول: “الحزب لا يريد الحرب، لكنه مستعد لها. وحدها المقاومة أثبتت جدواها، فيما الدبلوماسية لا تكفي لتحرير الأرض ووقف العدوان”. وختم قائلاً: “المنطقة على صفيح ساخن، وكل الاحتمالات واردة”.
المصدر: منال زعيتر – اللواء