استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، في قصر بعبدا، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في البلاد والتطورات الإقليمية الراهنة.
وخلال اللقاء، أطلع بو صعب الرئيس عون على أجواء النقاشات داخل اللجنة النيابية المكلفة بدراسة مشاريع قوانين الانتخابات، مشيراً إلى تباين وجهات النظر حول بعض البنود، لاسيما ما يتعلق بالعقبات التي قد تعيق تنفيذ القانون الانتخابي الحالي.
وقال بو صعب إن “الرئيس عون كان قد تطرق في خطاب القسم وفي مناسبات عدة إلى موضوع الانتخابات النيابية المقبلة، كما وردت مواقف واضحة بهذا الخصوص في البيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام”. وأضاف أن “الخلاف يتركز خصوصاً حول اقتراع اللبنانيين في دول الاغتراب، وتحديداً ما نص عليه القانون الحالي بشأن النواب الستة المخصصين لتمثيل الانتشار، في ظل غياب المراسيم التي توضح آلية انتخابهم”. كما أشار إلى إشكالية أخرى تتعلق بالبطاقة الإلكترونية، حيث أعلن وزير الداخلية أنه قد لا يتم إنجاز البطاقة الممغنطة قبل موعد الانتخابات، ما قد يستدعي إدخال تعديل على القانون القائم.
وتابع بو صعب: “هناك من يدعو إلى تنفيذ ما ورد في اتفاق الطائف لجهة إنشاء مجلس شيوخ إلى جانب مجلس النواب، بينما يطالب آخرون بالدائرة الفردية أو بتطبيق القانون الأرثوذكسي، فضلاً عن طروحات أخرى مطروحة للنقاش”. وأكد على أهمية معالجة هذه المسائل بشكل استباقي قبل الوصول إلى موعد الانتخابات، لتفادي أي إرباك أو إشكال قانوني محتمل. وكشف أنه لمس من الرئيس عون نية لإجراء مشاورات مع الأطراف المعنية لتوضيح الصورة وتجاوز النقاط الخلافية.
رسالة تهنئة من النيبال
وفي سياق آخر، تسلّم الرئيس عون رسالة خطية من رئيس جمهورية النيبال الاتحادية رامشاندرا باوديل، نقلها القنصل الفخري العام لجمهورية النيبال في لبنان، محمد وسام الغزيل، يرافقه إيلي صليبا.
وقد تضمنت الرسالة تهنئة للرئيس عون بمناسبة انتخابه، وتشديدًا على عمق ومتانة العلاقات التاريخية التي تجمع بين النيبال ولبنان منذ عام 1963.
وأكد الرئيس النيبالي في رسالته على أهمية تطوير التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية، معربًا عن تطلعه للعمل مع الرئيس عون لما فيه مصلحة الشعبين.
من جهته، حمل الرئيس عون القنصل الغزيل تحياته إلى نظيره النيبالي، مثمنًا مشاركة الجيش النيبالي في قوات “اليونيفيل”، ومؤكدًا على رغبته في تعزيز أوجه التعاون والتنسيق بين البلدين.
الحريري تستعرض مبادرة “قراءات في خطاب القسم”
كما استقبل الرئيس عون النائبة السابقة بهية الحريري، رئيسة “مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة – منتدى الدولة الوطنية”، التي أطلعته على فعاليات الاحتفال الذي أقيم الأسبوع الماضي في فندق فينيسيا، ضمن برنامج “قراءات في خطاب القسم” الهادف إلى رفع الوعي لدى المواطنين بمضامين الخطاب الرئاسي وتحفيزهم على المساهمة في تحقيق أهدافه.
وقدمت الحريري للرئيس ملفًا شاملاً بالمداخلات التي أُلقيت خلال الاحتفال، والتي تضمنت رؤى تحليلية منهجية أعدّها فريق “منتدى الدولة الوطنية”، اعتمدت على أساليب البحث الكمي والنوعي لتفكيك النصوص السياسية الرسمية واستخلاص دلالاتها وفهم سياقاتها.
وأشاد الرئيس عون بالجهود المبذولة من قبل المنتدى، منوهًا بالاهتمام الذي أبدته المؤسسة تجاه خطابه، ومعربًا عن أمله في أن يتحقق ما ورد فيه كونه يعكس تطلعات اللبنانيين ويعزز ثقتهم بمستقبل البلاد. كما أثنى على الأسلوب الواقعي والموضوعي الذي اتسمت به النقاشات خلال الاحتفال.
وفد من الجالية اللبنانية في الغابون
من جهة أخرى، استقبل الرئيس عون رئيس الجالية اللبنانية في الغابون حسن مزهر ونائبه جورج وازن، اللذين نقلا إليه تحيات اللبنانيين في الغابون وتمنياتهم له بالنجاح في ولايته، معبّرين عن آمالهم بأن يسهم في إعادة النهوض بلبنان، لاسيما أن الجاليات اللبنانية في أفريقيا، وخاصة في الغابون، تلعب دورًا أساسيًا في دعم الاقتصاد الوطني من خلال رجال الأعمال والمستثمرين المنتشرين هناك.
ودعا مزهر إلى تسهيل سبل التواصل بين لبنان وأفريقيا عبر استحداث خط جوي مباشر من قبل طيران الشرق الأوسط يربط بيروت بدول أفريقيا الوسطى، ومنها الغابون.
بدوره، شكر الرئيس عون الوفد على زيارته، مشددًا على أن اللبنانيين في الاغتراب يشكلون قيمة مضافة للبنان، مؤكداً أنه يعمل على تثبيت الاستقرار وتحفيز عودة الاستثمارات إلى الداخل، بما يساهم في تنشيط الدورة الاقتصادية، مستفيدًا من الدور المحوري الذي يلعبه المنتشرون اللبنانيون في الخارج، لا سيما في القارة الأفريقية.
