متى يحل السلام في غزة؟

في غضون 12 يوماً فقط، توقفت الحرب بين إيران وإسرائيل إثر إعلان مفاجئ من الولايات المتحدة. بغض النظر عن نتائج الصراع، فقد تغيرت قواعد اللعبة في المنطقة بشكل جذري. إيران اليوم ليست كما كانت سابقاً؛ فقد تراجع “توازن الرعب” الذي بنتَه طويلاً، بسبب تضرر برنامجها النووي ومنشآتها العسكرية جراء الضربات الجوية والصاروخية. وعلى الرغم من هشاشة وقف النار بين طهران وتل أبيب، إلا أن الهدنة مستمرة حتى الآن، وفق ما أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي كان وراء الاتفاق وحامي تنفيذه.

أما غزة، فتبقى غائبة عن الاهتمام الإعلامي والسياسي منذ 12 يوماً. ففي حين جذبت الحرب القصيرة بين إيران وإسرائيل أنظار العالم، ظلّ سكان غزة يعانون من الحصار والنيران المتواصلة، دون أمل في توقف العنف. مع إعلان وقف النار في الحرب الأخيرة، يتساءل الفلسطينيون في غزة: متى يحين دورنا في السلام؟ يزداد شعورهم بالغضب والإحباط، إذ يرون أن العالم يتدخل بسرعة لوقف صراع استمر أقل من أسبوعين، بينما هم يُتركوا لمآسيهم المستمرة بلا نهاية.

بعد إعلان وقف النار بين إسرائيل وإيران، عاد الاهتمام إلى التهدئة في غزة، حيث شهد اتصالاً هاتفياً بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ناقشا خلاله جهود التنسيق بين البلدين للوصول إلى وقف إطلاق نار في القطاع. من جهتها، طالبت مصر بضرورة حضور وفد إسرائيلي للمفاوضات التي تحضرها حركة “حماس”، فيما أعلن رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين “حماس” وإسرائيل خلال الأيام القادمة.

يرى محللون أن هذه الديناميكية قد تفتح الطريق أمام هدنة في غزة، إذ يمكن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يعتبر ضربته ضد إيران انتصاراً مهماً، أن يستغل هذا النجاح للسعي نحو اتفاق تهدئة في غزة، سواء كان جزئياً أو شاملاً. في المقابل، يعتقد آخرون أن وقف النار بين إيران وإسرائيل لا يضمن بالضرورة انتهاء الحرب في غزة، التي تخضع لحسابات سياسية وأمنية مختلفة.

وفي النهاية، يبدو أن مفاتيح الحل تبقى في يد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تماماً كما كان له دور في بدء ونهاية الصراع بين إسرائيل وإيران. فإذا ما أراد ترامب أن يثبت أنه وسيط سلام حقيقي وليس مجرد صانع صفقات، عليه أن يأمر بوقف القتل وجرائم الحرب في غزة، كما فعل مع وقف النار في النزاع الإيراني الإسرائيلي. فهل يتمكن ترامب من السيطرة على المشهد مجدداً ويعلن نهاية الحرب في غزة؟

المصدر: راشيل علوان- نداء الوطن

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: