بقلم ديانا خدّاج
نجح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بكسب ما يكفي من اصواتٍ، ابقته رئيسا للجمهورية لولاية ثالثة على التوالي.
وعقب إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر عن الفوز، وعد السيسي باستكمال “الحوار الوطني” بين مختلف القوى والأحزاب السياسية وبناء “الجمهورية الجديدة”، انما تحديات عدة في انتظاره.
في هذا السياق اشار رئيس تحرير جريدة الاخبار في مصر، اسامة عجاج، بحديث ل”ديموقراطيا”، الى “ان المراقبين داخل مصر وخارجها يرون ان الانتخابات الرئاسية هي علامة فاصلة بين المرحلة السابقة التي شهدت فشل في ادارة المشاريع، والمرحلة الحالية التي تضع الحكومة المصرية امام تحدّ جديد ينبغي لها ان تتعامل معه بجدية.
فالحديث في القاهرة يدور حول تغيير شامل في المنظومة الاقتصادية
والسياسية والإجتماعية، وأحد ملامح هذا التغيير هو البحث عن رئيس وزراء ومجموعات وزارية وإقتصادية، ، يمكنه ضبط استمرار النزيف الاقتصادي، بما ان العملة المصرية فقدت 50% من قيمتها، وأضحى ما يقارب 60% من المصريين يدورون حول خط الفقر، مع انهيار كامل للطبقة المتوسطة التي تشكّل عاملًا اساسيًا في التغيير”.
وأضاف “هناك رغبة بتخفيض نسبة القروض التي تم الحصول عليها، فمصر مطالبة بتسديد 24 مليار دولار خلال الاشهر القليلة القادمة”. مشيرًا الى ان “المسألة لا تقتصر على التحديات الإقتصادية والإجتماعية فهناك تحديات وجودية أهمها ملف سد النهضة حيث انتهت كل عمليات التفاوض بسبب تملّص الجانب الاثيوبي من التزاماته التي تضمن الحق العادل في مياه النيل وإصراره على التحكّم بها.
اما المفاوضات التي تمت برعاية اميركية، وتدخلات روسيا والدول العربية لم تؤدِ الى اي تعديل في الموقف الاثيوبي”.
وعن امكانية اندلاع ثورة بسبب الفساد السائد، استبعد عجاج هذا الاحتمال لاعتبارات عديدة منها العامل الاقتصادي وعدم وجود قوى منظّمة في الشارع لإدارة التحركات الشعبية، وقال “الامور لن تصل الى هذه المرحلة بسبب قناعة الدول المانحة بأن مصر دولة محورية ليس مسموح لها بالسقوط، وهناك حديث عن عودة الدعم لمصر من صندوق النقد الدولي والتعامل بجدية مع الظروف الدقيقة التي تمرّ بها القاهرة”.
اما بما يخصّ المعلومات عن ارتفاع منسوب الفساد في المؤسسة العسكرية، أكد عجاج “عدم وجود ادلّة تؤكد هذه المعلومات، فالحديث يدور حول دور الجيش في الحياة الاقتصادية الذي قد يتقلّص في الايام القادمة”.
وعن علاقة مصر مع دول الخارج، اكّد “استمرارها بالرغم من بعض الخلافات حول عدد من القضايا، واحراز الدبلوماسية المصرية نجاحات كثيرة في صياغة علاقاتها، فحرصت على تجاوز اي خلافات مع اميركا والمملكة العربية السعودية وانهت التوترات مع عدة دول مثل قطر وتركيا كما ابدت رغبة في تنمية العلاقات مع ايران وتعديل الموقف المصري مع ليبيا”.
وعن القضية الفلسطينية اكد انها قضية محورية بالنسبة للقاهرة، وهناك اقرار من المجتمع الدولي ان مصر قد خاضت العديد من الحروب من اجل هذه القضية باعتبارها أمنًا قوميًا، واجتهدت ايضًا في رعاية الحوارات بين الفصائل الفلسطينية حتى لو لم تثمر”.
واضاف ” التهجير القسري للفلسطينيين الى المناطق المصرية وتحديدًا سيناء هو من الخطوط الحمراء بالنسبة للقاهرة التي لا يمكن تجاوزها، ونرفض ان تُحل قضية فلسطين على حساب دول اخرى.”
اما عن القضية اللبنانية اكد عجاج ان “مصر هي لاعب اساسي على الساحة اللبنانية، ولكنها ليست الوحيدة في هذه المعادلة، انما تخوضها مع اعضاء بارزين في اللجنة الخماسية، التي حاولت ان تعالج جزءُا من الملفات العالقة، وبالرغم من حاجة لبنان للدور الخارجي، الا ان الازمات اللبنانية تقف عند الافرقاء اللبنانيين، فالشغور الرئاسي هو قضية لبنانية بإمتياز.”
وختم ” في ظل الاوضاع الراهنة وتأثر لبنان بحرب غزة، لا بدّ من توحّد لبناني حول طريقة ادارة هذه الأزمة ودور لبنان فيها، حتى لا يتحوّل الامر الى قنبلة موقوتة.”