ميقاتي.. وظُلم ذوي القُربى أشدّ مضاضة!..

كتب العقرب – ديموقراطيا نيوز

تعوّدنا في لبنان، على ان كل رئاسة هي في حمى ودفء طائفتها، من أول السلطة الدينية مرورًا بوزارئها ونوابها ورجال أعمالها وشخصياتها النقابية والإجتماعية واعلامييها وصولًا الى أصغر موقع في الطائفة..

وبغضّ النظر عن الخلافات الداخلية الضيّقة الا انهم في القضايا المهمة او المصيرية او الوطنية، تراهم يَنسون خلافاتهم ويضعونها جانبًا بهدف حماية واحتضان المرجعية الرئاسية التي يتبعون لها!..

هكذا الأمر في رئاسة الجمهورية، وفي رئاسة مجلس النواب، حتى عند الطائفة الدرزية الكريمة فالكلّ يلتفّ في نهاية المطاف، ومهما بلغت التجاذبات الداخلية الدرزية باتجاه الزعامة التاريخية القاطنة في المختارة!..

الا الرئاسة الثالثة، فقدت هذه الخصوصية، فلا احتضان، ولا رعاية، ولا حماية.. على رئيس الحكومة ان يتحمّل الطعنات والأسهم الموجهة اليه والتي في أكثر الأحيان تأتي من أهلِ البيت قبل الخصوم!!..

ففي عزّ مواجهة الرئيس نجيب ميقاتي لعبث التيار الوطني الحرّ بقيادة جبران باسيل عبر أدواته التنفيذية في الحكومة، مرة من خلال وزير العدل، ومرة عبر وزير الدفاع، وقبلها من وزير الشؤون الإجتماعية وووو… يخرج علينا بالأمس صاحب أشهر شعار في القرن الواحد والعشرين *”الله أكبر، خرج المارد السنّي من القمقم، أمطري يا سماء، زغردي يا نساء”*.. لينتقد تصريح الرئيس ميقاتي الذي جاء عقب تهنئته البطريرك الراعي من خلال فقرة يعدّها ويقدّمها عبر احدى المنصات الإعلامية..

هذا الرجل نفسه يدّعي مرارًا وتكرارًا بأن هدفه المحافظة على قوة المواقع السنيّة في البلد، ومواجهة أي محاولة لإضعافها.. فهل يا سيدي الكريم بهذه الطريقة تحافظ وتحمي الموقع السنيّ الاول في البلد؟؟..

وهل بهذا الأسلوب التهكّمي يمكننا مواجهة من يتربصّ بالطائفة وشخصياتها تحت حجّة مواجهة “حزب الله” وأعوانه!!..

الا يمكن لك ان تهاجم الحزب دون التطرق لرئيس حكومتك وانتقاده يمينًا ويسارا؟..

ألست انت القائل مرة بإحدى مقالاتك التي نشرتها في جريدة “الجمهورية” منذ حوالي ١١ سنة ان “السرايا” تتمتع بميزتين أولها أنها مقرّ أرفع منصب سنّي في الدولة اللبنانية”؟..

فهل ما أقدمتم عليه يا سيدي الكريم في عزّ مواجهة الرئيس ميقاتي لخصومه السياسيين – وانت أعلم بأهدافهم وخلفياتهم – يحمي ويحافظ على رمزية مقرّ أرفع منصب سنيّ في الدولة اللبنانية؟..هو القدر.. ولا مهرب من قدر الله ..

وعلى الرئيس ميقاتي ان يحتكم كما احتكم من سبقه الى دعاء “اللهم قني شرّ أصدقائي، أما أعدائي فأنا كفيل بهم”.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top