بقلم رفال صبري
“الغذاء المعدّل جينيًّا”… جملةٌ تتردّد إلى مسامعنا بين الحين والآخر؛ لكن معظمنا لم يحاول البحث عن معناها وتفسيرها. لكنّها تخبّئ خلفها العديد من التّساؤلات والاشكاليّات، فهل يا تُرى نعرف ماهيّة الغذاء الّذي يدخل إلى أجسامنا؟
الغذاء المعدّل جينيًّا أو وراثيًّأ، يعني أنّه غذاءٌ قد خضع لتعديلاتٍ أو تغييراتٍ في حمضه النّووي “DNA” وهو ما لا يحصل في الحالة الطّبيعيّة.
في هذا الإطار يشير “جوزيف صايغ” عالم السموم في جمعية المستهلك – لبنان وفي جمعية الصحة والبيئة في حديثٍ إلى “ديمقراطيا نيوز”، إلى “أنّ الشركات التي اشتهرت في التعديل الجيني أبرزها “مونسانتو سابقًا وبايير حاليًا” هي شركات منتجة للسموم – المبيدات، وجاءت فكرة التعديل الجيني آنذاك بهدف توفير محاصيل أكثر مقاومةً للحشرات وللفيروسات، وزيادة قدرة النّباتات على تحمّل المبيدات الحشريّة التي لا يمكن تحمّلها في الحالات الطبيعية، كما والمساهمة في إنتاج سلالاتٍ سريعة النموّ وأكثر تنوّعًا بكلفة إنتاج أقلّ… كذلك الحال اليوم فيما يخص البكتيريا في التربة يتم تعديلها جينيًا كي تتحمل السموم أكثر.”
يعتبر “صايغ” “أنّ الإنسان فقط لم يُعد؟ل جينيًا، لكن بطريقةٍ غير مباشرة وعبر اللّقاحات المتعددة والغذاء التي يتناوله فهو أصبح معدّل جينيًّا بطبيعة الحال!
هذا التعديل الجيني هو عبارة عن منظومة سامة واسم آخر للأمراض المسرطنة، إذْ أنّ الكائنات المعدلة وراثيًا تسبب أمراضًا وخيمةً وطويلة الأمد، كما ويمكن أن تؤدي إلى اضطرابات الجهاز الهضمي والمناعي، وتسارع عملية الشيخوخة، العقم، تسمّم في الدّم، اضطرابات مزمنة في التنفّس والجهاز العصبي، كما وتترك الأطعمة المعدّلة وراثياً آثارًا قد تؤدّي إلى الموت في وقتٍ لاحق.”
يردف “الصايغ”، “إنّ أشهر هذه السموم هو سم “جليفوسات” وهو من إنتاج شركة “مونسانتو سابقًا” أو”شيطان الزّراعة العالمي الأوّل” منذ العام 1996 ولا يزال ساريًا حتى اليوم مع حدوث بعض التعديلات على خواصه ويصبح أقوى عند إضافة مواد أخرى إليه.
في لبنان هذه المادة تُدعى “الحريق” ويتم خداع المزارعين بأنها ضرورية بين المواسم لتنظيف الأراضي الزراعية دون ذكر أضرارها المسرطنة عليها ولا على المحاصيل أو على الإنسان الذي يستخدمها بكل مراحلها.
إنّ وزارتيّ الزراعة والبيئة في لبنان ساهمت في إقناع المزارعين في استخدام السموم هذه تحت مسمى توفير الجهد والوقت والعمال ولأنّ الأخيرة تقتل كلّ شيء ما عدا المواد المعدّلة وراثيًا فقد اقتنع المزارعون بالأمر واعتمدوه دون إدراك لتداعياته على صحتهم.”
في هذا الصدد تبيّن “د.ندى نعمي” نائب جمعية المستهلك أنّ الغذاء المعدّل جينيًّا يؤثّر بشكلٍ مباشر على صحة الإنسان على الرغم من التفاوت في الدراسات التي تنقسم بين مؤيّد ومعارض ولا تظهر نتائجه مباشرةً إنّما على المدى الطويل.
“نحن كجمعية المستهلك دائمًا ضد الغذاء المعدّل وراثيًّا وضدّ المواد الكيميائية التي تدخل في مختلف أنواع الغذاء لأنّها تؤثر على القيمة الغذائية عند الانسان خصوصًا وأنّ نتائجها في معظم الأحيان غير واضحة المعالم ونشجع دائمًا على زراعة المواد كما هي دون أي تعديلات.
وبعض الدول منعت دخول الأغذية المعدّلة جينيًا فَلِم نصبح نحن مختبرات للدول التي تستخدم التعديل الجيني؟”.