من المفترض أن يمدد مجلس الأمن الدولي ولاية قوات “اليونيفيل” التابعة للأمم المتحدة لعام كامل قبل نهاية الشهر الحالي. فما أبرز مهام تلك القوات ومن هي الدول المشاركة فيها؟
بعد اللغط الذي ساد التمديد لقوات “اليونيفيل” العاملة في جنوب لبنان العام الفائت وما رافقه من إضافة بند بشأن حرية حركتها، ينتظر لبنان التمديد لهذه القوات من دون إدخال تعديلات على مهامها وكذلك عدم تمرير الاقتراح الغربي بالتجديد لها لستة أشهر بدل عام كامل.
إيطاليا وفرنسا وإسبانيا والهند وغانا أبرز الدول المشاركة
قبل صدور القرار الدولي رقم 1701 في 11 آب عام 2006، كانت قوات الأمم المتحدة تعمل في جنوب لبنان تحت مسمى “قوات الطوارئ”، وذلك بموجب القرار الدولي رقم 425 الصادر في آذار عام 1978 الذي كان من أبرز عرّابيه سفير لبنان السابق لدى الأمم المتحدة الراحل غسان تويني.
وتحت مندرجات ذلك القرار عملت تلك القوات أربع سنوات قبل الاجتياح الإسرائيلي للبنان في 6 حزيران عام 1982، لكن وجودها لم يمنع الاجتياح ولا الاعتداءات المتكررة على لبنان وكان آخرها عدوان تموز عام 2006.
ارتفع عدد أفراد قوات “اليونيفيل” من 1990 عنصراً الى أكثر من 10000 عنصر في آب عام 2006.
أما أبرز الدول المشاركة في مهام قوات “اليونيفيل” فهي إيطاليا حيث يفوق عدد الكتيبة الإيطالية 1000 عنصر، تليها الهند بـ900 عنصر، ثم النيبال وغانا بـ874 عنصراً من كل دولة، وتساهم إسبانيا بـ677 عنصراً، فيما يصل عدد عناصر الكتيبة الفرنسية الى 667 عنصراً، إضافة الى مشاركة دول أوروبية مثل صربيا وإيرلندا وفنلندا، واليونان، وكذلك الصين وغيرها.
مهام اليونيفيل والالتباس فيها
تحت عنوان وقف الأعمال العدائية توسعت مهام “اليونيفيل” منذ شهر آب عام 2006، ونص القرار 1701 على مهام عدّة لأصحاب القبعات الزرق ومنها تسيير دوريات في المنطقة الواقعة بين الحدود اللبنانية الجنوبية وجنوبي مجرى نهر الليطاني، وأضيفت مهام جديدة لم ينص عليها القراران الدوليان 425 و426، ومن أبرزها توصيف تلك المهام بالدفاعية بشكل أساسي مع “إمكانية استخدام القوة المناسبة إذا دعت الحاجة”، حيث يكون من حق جنود قوة اليونيفيل المعززة فتح النار دفاعاً عن النفس ولحماية المدنيين في لبنان، لكنهم لن يكلفوا بالبحث عن أسلحة “حزب الله” حسب القواعد المؤقتة لمهمتهم.
لكن لم يسبق لقوات “اليونيفيل” أن استخدمت السلاح لحماية المدنيين اللبنانيين على الرغم من الاعتداءات الإسرائيلية التي لا تزال مستمرة حتى تاريخه وأدّت الى استشهاد الكثير من المدنيين بينهم صحافيون ومسعفون، وكذلك لم تستخدم تلك القوات السلاح للدفاع عن النفس على الرغم من تعرّض مراكزها وآلياتها للاعتداءات الإسرائيلية.
لكن خلال تنفيذ الدوريات كانت هناك إشكالات عدة بين “اليونيفيل” والأهالي وخصوصاً عندما لا يكون الجيش اللبناني مرافقاً لتلك الدوريات، وكان عدد الدوريات يصل الى نحو 485 دورية يومياً قبل 8 تشرين الأول الفائت، ولكن الجيش لم يكن يرافق كل تلك الدوريات التي في معظمها روتينية وضمن مسارات معروفة ومحددة.
335 عنصراً من اليونيفيل قتلوا في لبنان
منذ بدء مهام أصحاب القبعات الزرق في لبنان حتى تاريخه قُتل 335 عنصراً منهم خلال تنفيذ المهام أو خلال وجودهم في مراكزهم، وبدأت تلك الرحلة القاسية منذ عام 1978، وحينها كان الهدف إبعاد قوات “الطوارئ” عن المنطقة التي احتلتها تل أبيب وأوكلت للمتعاملين معها إدارتها. وكان العملاء يجبرون الأهالي أحياناً على مهاجمة مراكز القوات الدولية ومنها على سبيل المثال ما حدث في بلدة الطيري في منطقة بنت جبيل عام 1978، حيث عمد العملاء الى اعتقال عدد من الشباب في البلدات الحدودية وطلبوا من ذويهم مهاجمة قوات “الطوارئ” إن كانوا يريدون الحرية لأبنائهم.
وتكررت الاعتداءات على قوات “اليونيفيل”، وشاركت فيها إضافة الى القوات الإسرائيلية والمتعاملين جماعات أصولية متشددة.
وأبرز العمليات التي نفذها أصوليون ضد “اليونيفيل” كانت في سهل الخيام حيث قتل 6 جنود من الوحدة الإسبانية وجرح آخرون في تفجير استهدف دوريتهم في 25 حزيران عام 2007، بالقرب من مرجعيون.
أما آخر الضحايا من قوات “اليونيفيل” فكان جندياً إيرلندياً قضى خلال إشكال في بلدة العاقبية في كانون الأول عام 2022 بعدما ضلت دورية إيرلندية طريقها الى شوارع العاقبية ثم حصل إطلاق نار قُتل بنتيجته الجندي الإيرلندي، ولاحقاً تسلم القضاء العسكري الشخص الذي اتُّهم بإطلاق النار على الدورية.