بعد تفجير اجهزة ال pager …الى اين ستذهب المنطقة ؟العميد علي ابي رعد : “حزب الله سيواصل تعزيز قدراته العسكرية رغم هذه الخسائر، و الردّ المنتظر سيكون حاسماً

بقلم تيريزا كرم

في ظل التصعيد الأمني الأخير الذي طاول حزب الله، وتحديداً بعد التفجيرات التي استهدفت أجهزة الاتصال الخاصة بعناصره، ظهرت تساؤلات حول التأثيرات التي قد تتركها هذه الحادثة على البنية التحتية العسكرية والاستخباراتية للحزب، فضلاً عن التداعيات الإقليمية المحتملة. في هذا السياق، التقينا بالعميد علي أبي رعد لتقديم رؤيته وتحليله الشامل لهذه التطورات الخطيرة.

في هذا السياق، وفي حديث خاص ل “ديمقراطيا نيوز” أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي في الشؤون الاقليمية والدولية العميد علي ابي رعد في ما يتعلق بالتأثير العملياتي للخرق الأمني الذي استهدف أجهزة الاتصال التابعة لحزب الله، “أن هناك اختراقاً، لكنّه يؤكد أن هذا الاختراق لا يأتي من داخل بيئة الحزب، بل من الشركات المنتجة لهذه الأجهزة البدائية التي يعتمد عليها الحزب. ويشير العميد إلى أن إسرائيل، التي تتمتع بتفوق تكنولوجي عالمي، استغلت معرفتها بمصدر هذه الأجهزة ومراقبتها لتحركات الشركات المصنعة.

وأضاف: “هذه الأجهزة ليست متصلة بالإنترنت ولا يمكن التنصت عليها، لكنها في الأساس وسائل بدائية تطورت قليلاً. العدو يعلم بوضوح أن هذه الأجهزة تُستخدم في العمليات العسكرية الميدانية، ومن الطبيعي أن يستهدفها”.

الخسائر البشرية

على الرغم من الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدها “حزب الله”، والتي بلغت حوالي 3000 مصاب و10 شهداء، يؤكد العميد أبي رعد أن هذه الحادثة لن تؤثر على هيكلية الحزب أو قدرته القتالية. ويشير إلى أن الحزب قد واجه سابقاً اغتيال قادة كبار مثل عماد مغنية وفؤاد شكر، ومع ذلك استمرت عملياته دون تأثير يذكر. وأضاف: “العمل الاستخباراتي للحزب سيستمر، وتحديداً لمعرفة مصدر الخرق وكيف تم تهريب الأجهزة المعيبة إلى لبنان”.

الخدعة الاستراتيجية

وعن السؤال حول وجود خدعة استراتيجية خلف الخلافات بين نتانياهو ووزير الدفاع غالانت، نفى العميد أبي رعد هذه الفرضية، مشيراً إلى أن الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية حقيقية، حيث كان غالانت والمؤسسة العسكرية يعارضان فكرة نتانياهو بالإبقاء على معركة غزة مفتوحة. وبدلاً من خدعة استراتيجية، يعتبر العميد أن فتح جبهة في الشمال في ظل هذه الخلافات أضعف إسرائيل.

البعد التكنولوجي

بخصوص النظريات التي تشير إلى تدخل الذكاء الاصطناعي أو استخدام برمجيات خبيثة لتفجير الأجهزة، أكد العميد أبي رعد أن العملية كانت تقليدية، واعتمدت على وضع حشوة متفجرة داخل أجهزة “البيجر”، وتم تفعيل التفجيرات بواسطة رسالة نصية. ووصف الحادث بأنه كان نتيجة لخطأ أو تحركات مشبوهة دفعت إسرائيل لتفجير الأجهزة في وقت غير مناسب استراتيجياً.

القرار الإسرائيلي

وأشار العميد إلى أن التقارير التي تشير إلى أن العملية تم اتخاذ قرارها قبل أسبوع هي جزء من خطة أكبر. وأوضح أن إسرائيل أمام خيارين؛ إما تنفيذ ضربة قوية عبر القصف الجوي والمدفعي لفرض اتفاق 1701، أو القيام بعملية برية، لكنه أبدى تشككه في قدرة إسرائيل على تنفيذ عملية برية واسعة.

التداعيات الإقليمية

على الصعيد الإقليمي، يعتقد العميد أن حزب الله سيعمل على تطوير استراتيجيته الدفاعية، مع الأخذ بعين الاعتبار احتمالات التمدد الإسرائيلي في المنطقة. وأشار إلى أن أي تصعيد إسرائيلي قد يؤدي إلى ردود فعل من محور المقاومة، بما في ذلك سوريا واليمن، مضيفاً أن الهدف الإسرائيلي الرئيسي يبقى إيران.

في النهاية، يرى العميد أبي رعد أن “حزب الله” سيواصل تعزيز قدراته العسكرية رغم هذه الخسائر، وأن الرد المنتظر سيكون حاسماً وربما يؤدي إلى تصعيد أكبر في المنطقة.

من الواضح أن العملية الأخيرة لن تقتصر تأثيراتها على المستوى المحلي، بل قد تتعداها إلى الساحة الإقليمية، مما يجعل الوضع الأمني أكثر تعقيداً في الفترة المقبلة.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top