القمة العربية الاسلامية محطة سياسية و انسانية مهمة للبنان.. ميقاتي يغادر الى الرياض بمظلّة سنيّة و وطنية جامعة

بقلم د. عبدالله بارودي

يغادر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى الرياض متكئًا على مشهدية سنيّة و وطنية جامعة نجح في الحصول عليها بعد ان اثبت على مدار الأسابيع الماضية جدّية و حرفية و حنكة في التعاطي مع الأزمة التي نتعرّض لها خصوصًا في ظلّ العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان منذ ٥٠ يومًا..

احتضان وطنيّ لم يكن من السهل على أي مرجعية سياسية ان تظفر به وفق الظروف الأمنية و السياسية ، الإقتصادية ، الإجتماعية و الإنسانية القاسية التي تعيشها البلاد!..لكن ميقاتي بهدوء و برودة أعصاب ، أضف اليهما دهاء وذكاء سياسي ، استطاع ان يجتاز الأيام الأولى للحرب و التي بالمناسبة لم تكن الدولة بكل أجهزتها تتوقع اندلاعها على الرغم من تحذيرات المبعوث الأميركي هوكشتاين في زياراته الأخيرة الى بيروت ، فضلًا عن المعلومات الاستخباراتية العربية و الأجنبية التي أشارت الى نيّة نتنياهو بشنّ حرب واسعة النطاق على لبنان!..

خطوات ميقاتي اللاحقة للعدوان واتصالاته العربية و الدولية و زياراته الخارجية و استقبالاته على مدار الساعة للمسؤولين و المبعوثين العرب و الأجانب ، طريقة تعامله و ردة الفعل التي صدرت عنه بعد التصريحات الإيرانية المستفزة لجميع اللبنانيين ولّدت ارتياحًا لدى معظم الأفرقاء السياسيين بمن فيهم خصومه الذين أعطوا اشارات واضحة من خلال تصريحاتهم و مواقفهم و اطلالاتهم الإعلامية المختلفة دعمهم و مساندتهم ميقاتي بكل الخطوات التي يقوم بها..

“سيّد السراي” لم يكتفِ بإظهار مدى تشعّب علاقاته و صداقاته العربية و الدولية التي ازدادت و تكرّست أكثر في طبيعة الحال بفعل الحالة الكارثية التي يعيشها لبنان و مساندة و دعم الخارج له ، و هو أمر استفاد منه ميقاتي الى أبعد حدود لتوظيفه في سبيل الوصول الى وقف سريع لإطلاق النار و تطبيق القرار ١ض٧٠١.. بل سارع نجيب ميقاتي أيضًا الى تحصين الوحدة الداخلية فعمـِل لتحقيق ذلك على خطيّن متوازيين ، الأول – وطني جامع حيث استمرت اتصالاته و لقاءاته السياسية مع الرئيس نبيه بري و النائب وليد جنبلاط ، التقى الرئيسين أمين الجميّل و ميشال سليمان ، و استقبل جبران باسيل و سامي الجميّل ، و زار البطريرك الراعي . أما الثاني – سنّي و ظهر ذلك من خلال تنسيقه و اتصالاته المستمرة مع الرئيس سعد الحريري و من يمثله في لبنان و بمقدمتهم السيدة بهية الحريري ، استقبالاته للجمعيات و روابط العائلات البيروتية ، خلوته مع المفتي دريان و اجتماعه مع مفتين المناطق و المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى ، و أخيرا دعوته للقاء النواب السنّة عشيّة مغادرته الى الرياض للمشاركة في المؤتمر العربي – الاسلامي الذي دعا اليه وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دعمًا لغزة و لبنان.

و من المتوقع بحسب المعلومات التي توفرت ل “ديمقراطيا نيوز” ان يصدر عن “مؤتمر الرياض” توصيات سياسية و اضحة و مهمة بالنسبة للبنان ، أبرزها دعم سيادة لينان و استقلاله ، وقف اطلاق النار فورًا ، تطبيق جميع القرارات الدولية و أبرزها القرار ١٧٠١ ، دعم الجيش اللبناني، انتخاب فوري لرئيس الجمهورية و اعادة تكوين المؤسسات الدستورية ، و الانطلاق بورشة محاربة الفساد و الإصلاح الإقتصادي ، تطبيق اتفاق الطائف و الالتزام بالدستور..

كما تفيد المعطيات بحسب مصادر معنيّة أنه من المتوقع ان يوفر المؤتمر دعمًا ماليًا للبنان تحت المظلة و العباءة السعودية و العربية ، قد يكون على شكل رزمة مساعدات انسانية و اجتماعية و غذائية ، تشبه الى حدٍّ بعيد صورة ما يحصل اليوم في مطار رفيق الحريري الدولي ، من خلال استقباله لعشرات الرحلات العربية و الأجنبية التي تحمل معها أطنانًا من المساعدات الإنسانية للبنان و شعبه..

ثمة من يقول ، ان ميقاتي ينجح في امتحانه الداخلي رويدًا رويدًا و بخطوات ثابتة غير متسرّعة ، على أمل ان يوفّق في لقاءاته بالرياض يعود الى بيروت الاثنين و في جعبته دعمًا سياسيًا و ماليًا ، و لما لا وعودًا عربية في اعادة بناء و اعمار ما تهدّم في لبنان جرّاء العدوان الإسرائيلي الغاشم!..

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top