رحلة منير الحافي من الإعلام السياسي إلى الإعلام الفني … قصة إعلامي مخضرم تحدّى الظروف!

بقلم رفال صبري

“منير الحافي”، شخصية أشهر من أن تُعرّف في عالم الإعلام والصحافة، بعد سنوات عديدة قضاها في الإعلام المرئي حقق خلالها نجاحات واسعة، انتقل نحو الإعلام المكتوب، لا بل وأكثر انتقل نقلةً نوعيّةً من مجال الإعلام إلى الفن وإصدار الكتب! فما الدّافع وراء هذا التغيير؟

في حديثٍ إلى “ديمقراطيا نيوز” أعرب الإعلامي منير الحافي عن سبب انتقاله من الإعلام المرئي إلى الإعلام المكتوب، مشيرًا بذلك إلى أنّ السبب بسيط جدًّا؛ وهو أن التلفزيون الذي كان يعبّر فيه عن أفكاره على الشاشة تم إقفاله بشكل كليّ في العام ٢٠١٩، ولم يجد مؤسسة مشابهة ينضمّ إليها بشكل ثابت سواء أكانت محلية أو عربية. عمل برنامجًا في العام ٢٠٢٠ في قناة عربية هي «قناة الغد» التي تبث من القاهرة ولم يتم تجديد الاتفاق.
كما قدّم برنامجاً سياسيًا مصورًا من ١٢ حلقة عبر منصة «بالوسط» في العام الماضي.

إذًا، منير الحافي الإعلامي التلفزيوني، مازال موجودًا، ويشير بدوره إلى أنّ التعبير بواسطة الكتابة لم يتوقف عنده ولا يوم من الأيام، فالكتابة هي جزء ثابت من مهنته ومن هواياته المتأصلة فيه.

في هذا الإطار كان لا بدّ من سؤاله عمّا إذا كان قد وجدت فرقًا بين المجالين؟ وأين قد وجد نفسه أكثر.

وقد اعتبر أنّ التلفزيون في دمه، وكل من ظهر على الشاشة الصغيرة لا يستطيع أن يغيب عنها. أمّا الإعلام المكتوب فيصقل العقل ويدرّب الصحافي على التعبير، مشيرًا إلى أهمية امتلاك الصحافي للمواضيع المناسبة، والمتابعة المستمرة للأحداث التي يريد الكتابة عنها.

الحافي الذي ساهم في العامين المنصرمين مع زملاء له بإنتشار موقع “السهم” وازدياد عدد قرائه من خلال مقاله الإسبوعي، يقول عن هذه التجربة “بأنّها تجربة محترمة ومحترفة حيث قد بدأ بالكتابة في «السهم» في تشرين الأول ٢٠٢١ حتى آخر شهر من كانون الأول ٢٠٢٣.
إلّا أنّ الموقع اضطر لحجب الكتّاب في العام الجديد بهدف تطويره ليواكب الأحداث عبر الأفلام القصيرة”.

لم يكن الانتقال من الإعلام المرئي إلى المكتوب هو محطة “منير الحافي”، إنّما فكرة الانتقال من الإعلام السياسس إلى الإعلام الفني … فما الدافع وراء ذلك؟

في هذا الصدد، شرح “الحافي” أنّ فكرة الفنّ التشكيلي قد دعاه إليها صديقه “فادي ملص” الذي اقترح عليه أن يكون مسؤولاً عن التواصل في شركة ناشئة تعنى بالفنّ التشكيلي في لبنان.
ومنذ العام 2020، استطاع “الحافي” برفقة “ملص” العمل على دعم مجموعة من الفنانين التشكيليين في لبنان، ولم يستثن هذا العمل مجال الإعلام، إذْ كان دوره التعريف بالفنانين وإجراء مقابلات معهم تبث على مواقع الإعلام الجديد وعبر الكتابة عنهم في الصحف.
وشملت التجربة برنامجًا خاصًا بالأخير على يوتيوب كان عبارة عن مسابقة يتبارى فيها ٦٠ مشتركاً لاختيار فائز واحد، يتم بعدها التعامل معه كفنان محترف. وهذه الخطوة لا تزال قائمة ومستمرة.

ومن هنا كان لا بدّ من السؤال عن سبب فكرة البدء بنشر كتب من النوع الفني والرسوم…

حيث أشار الحافي أنّه “بعد أربع سنوات من التعامل مع الفنّ والثقافة، بالتعاون مع ملص توصلا إلى فكرة إصدار كتب عن الفنانين التشكيليين اللّبنانيين تحت شعار “الفنانين هم بمثابة «كنوز» لبنانية غير مكتشفة”.
معتبرًا أنّ الفنانين اللبنانيين بحاجة إلى تسليط الضوء عليهم وتعريف الناس بهم.
ومن هذا المنطلق وجد الحافي تحديًّا أن يبدأ مشواره هذا بأصغر فنان سنًا وهو الفنان تميم متلج هذا الشاب الذي يبلغ من العمر ٢٥ سنة ويمتلك قصة مهمة جداً، وفنًّا ناجحًا كان من نصيبه وحظه ان يستهل الحافي أعماله الكتابية في هذا المجال من خلال سرد قصته وعرض لوحاته في كتابه: «تميم متلج.. المدمن» الصادر عن دار النهار في أواخر العام الماضي ٢٠٢٣.

ولا بدّ من الإشارة إلى أنّه بصدد إنشاء أعمال جديدة من هذا النوع مع «دار النهار للنشر» لسلسلة كتب فنية – ثقافية أنيقة، تحترم القارئ وتقدّر الفنان من دون تضخيم ولا تلميع. واصفًا كتاباته بأنّها بسيطة المفردات، عميقة المعنى، يستطيع أن يقتنيها القراء من جميع الأعمار والفئات وهو مؤمن بالسلاسة والتبسيط، كي يفهم القصة كل الناس.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top