نصرلله يفقد “هيبته” وقرار السلم والحرب بيد ايران

بقلم ديانا خداج

أشار الكاتب السياسي الياس الزغبي في حديث لـ “موقع ديمقراطيا نيوز” إلى أن “اسرائيل اخترقت كل قواعد الاشتباك التي طالما تحدث عنها السيد حسن نصر اللّه في الآونة الأخيرة، وهذا الخرق كان يجب ان يقابله خرق مماثل من قبل حزب اللّه، الأمر الذي لم يحصل بشكل واضح حتى الآن رغم اعيتباره قصف موقع “ميرون” كرد “أوّلي”، ليس لعدم التزامه الوعود التي اطلقها سابقًا، ولكن المسألة تتخطى قيادة “حزب اللّه” الى المرجعية في إيران، خلافاً لما ذكره نصر اللّه من ان حركات المقاومة في المنطقة مستقلة في قرارها”.

وأضاف الزغبي: “في الواقع “حزب اللّه” هو الأكثر التصاقًا بالقرار الايراني، لذلك فإن امتناعه حتى الان عن الردّ الفعّال على إسرائيل لا يرتبط بالمصلحة اللبنانية كما ادّعى، تمامًا كما حصل في حرب تموز 2006، عندما لم يسأل لا القيادة السياسية ولا العسكرية ولا الرأي العام اللبناني حين بدأ الحرب، فإيران وفق حساباتها لا تريد الانخراط في حرب واسعة حفاظاً على مكاسبها الاستراتيجية في المنطقة، خصوصاً في منطقة الخليج والبحار المحيطة بشبه الجزيرة العربية وملفها النووي، وكذلك نفوذها في أربع عواصم عربية”.

وتابع الزغبي: “فقد نصر اللّه هيبته وصدقيته أمام الرأي العام اللبناني والعربي والعالمي عندما امتنع عن تنفيذ تهديده، وإذ به يتحدث عن اغتيال القائد المميز في “حماس” صالح العاروري ورفاقه بشيء من الاستخفاف، عندما كرر عبارة حادثة الضاحية وكأنه يخفف من وطأة العملية العسكرية الخطيرة بوجهيها، الأول اغتيال قائد قائد كبير في حركة “حماس” والثاني استهداف عمق الضاحية الجنوبية”.

إلى اي مدى ستستغل إسرائيل سكوت أو تردد “حزب اللّه”؟ يجيب الزغبي: “إسرائيل لم تعد تقيم اعتباراً كافياً لنصر اللّه ولا لإيران، بعد اكفائهما عن الحرب الواسعة، فقد أدى الجرح العميق الذي أصابها في عملية طوفان الاقصى إلى قرار كبير يبدو أنها اتخذته تحت الغطاء الأميركي والغربي، بأنها ستتابع ما تعتبره رفع الخطر الوجودي عنها وعن مستوطناتها في الشمال، أي في اتجاه لبنان، وفي الجنوب أي في اتجاه غزة، وهذا يعني إصرارها على إبعاد خطر “حزب اللّه” عن حدودها الشمالية تارة تحت تسمية المساعي الدبلوماسية لتطبيق القرار ١٧٠١ وإبعاد سلاح “حزب اللّه إلى شمال الليطاني، وتارة تهدّد بعملية عسكرية كبيرة لدفع هذا الخطر عن المستوطنات في شمال اسرائيل”.وختم الزغبي بقوله: “قد يكون حزب اللّه في حاجة إلى إنقاذ ماء وجهه، فعمد إلى تضخيم قصفه لموقع “ميرون” وتصويره كرد أوّلي على عملية الضاحية، ولكنّ هذا الأمر لا يغيّر كثيراً في التزامه الضوابط المعلنة”.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top