النائب أحمد الخير في حديث صريح ل”ديمقراطيا نيوز” : “التوافق” هو المرشح الأقرب لسدة الرئاسة .. العلاقة مع ميقاتي ممتازة والتواصل مع الحريري وديّ!..

ديمقراطيا نيوز – خاص

مع بداية العام الجديد تحدّيات كثيرة تواجه الواقع اللبناني، أولّها الرهان على عدم توسّع رقعة العدوان في غزة خصوصًا مع اغتيال القيادي في حماس صالح العاروري في قلب الضاحية الجنوبية، وأهمها انجاز الاستحقاق الرئاسي وتسمية رئيس للحكومة وتشكيلها، ومن ثم الانكباب على تحسين الواقع الإقتصادي والنقدي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي والجهات الداعمة وفي ظلّ دعم عربي ودولي واضح وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ودول الخليج. للإضاءة أكثر على هذه الملفات وطريقة معالجتها والنظرة الحالية والمستقبلية للبنان ودوره في المنطقة.

في هذا الإطار، كان لموقع “ديمقراطيا نيوز” حديث مع عضو كتلة “الإعتدال الوطني” النائب أحمد الخير الذي قال ردًّا حول قدرة “حزب الله” على التوازن بين ضبط المواجهة مع العدو الاسرائيلي وفي نفس الوقت الردّ على اغتيال العاروري في معقل الحزب، إلى أنّ “موقفنا مبدئي بالتضامن مع أهلنا في غزة في وجه إرهاب العدو الإسرائيلي ووحشيته التي يتمادى بها في ظل الصمت الدولي المخزي، في موازاة موقفنا الثابت بدعم القضية الفلسطينية ونضالات شعبها البطل من أجل نيل حقوقه المشروعة، بالاستناد إلى مبادرة السلام العربية في قمة بيروت 2002، وما أكدت عليه مقررات القمة العربية – الإسلامية التي انعقدت في الرياض مؤخراً”.مضيفًا، “ما يعنينا كلبنانيين اليوم أن لا يتم استدراج لبنان أو توريطه في حرب جديدة، وأن يكون قرار الحرب والسلم في يد الدولة اللبنانية، وأن لا يخرج لبنان عن التزامه بقرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها القرار 1701 ومندرجاته، وأن يكون “حزب الله” تحت سقف الشرعية اللبنانية الملتزمة بالشرعية الدولية والعربية، وأن”يعلم” بمخاطر توريط لبنان في حرب جديدة كما فعل في العام 2006 عندما “لم يكن يعلم”.مؤكّدًا “على دور اللبنانيين في حماية لبنان بوحدة الموقف والتضامن والشراكة الوطنية، والوقوف خلف الحكومة، بدل من التهجم عليها، من أجل بذل كل الجهود الديبلوماسية لحماية لبنان وشعبه ومواجهة النوايا الإسرائيلية العدوانية، وعدم إعطاء العدو الإسرائيلي ما يريده من ذرائع لتوسيع رقعة الحرب للهروب من جحيم غزة إلى لبنان”.

وفي ظلّ التساؤلات التي تتردد يوميًّا عن قرار “حزب الله” في التروي وعدم الرد من لبنان، أو في فتح جبهة جديدة وتوسيع الحرب، يرى الخير “أنّ الجميع يعلم واقع الحسابات الإيرانية التي تحرّك “حزب الله” في قرارات كهذه بالاستناد إلى ما يعنيه قول سابق للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله بأنه “جندي في جيش ولاية الفقيه”، لذا، “ليس علينا كلبنانيين إلا أن نحمد الله أن الحسابات الإيرانية لا تريد توسيع الحرب حتى اللحظة، على الرغم من كل الاستهداف الإسرائيلي للمصالح الإيرانية على أرضها وفي الدول التي تعتبرها تنتمي إلى “محور الممانعة”.

وحول “الزحمة الدبلوماسية” التي تنتظر لبنان على صعيد المبعوثين الدوليين من هوكشتاين وصولًا إلى ابو جاسم الموفد القطري مرورًا بإمكانية زيارة الموفد الفرنسي لودريان، يرى الخير “أنّ لا معطيات أكيدة قبل وصول المبعوثين والاطلاع على ما يحملونه من رسائل هناك من ينتظرها كي يبنى على الشيء مقتضاه، بالنظر إلى خصوصية كل زيارة في البعد الديبلوماسي، لكن لا شك أن هذه الزيارات تعني أن استقرار لبنان وأمنه موضوع تحت مجهر العناية العربية والدولية، في ظل حرب غزة، وأن الجهود مستمرة على خط تحريك الملف الرئاسي لعلّ وعسى تؤدي إلى خواتيم سعيدة تؤدي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية”.

على الضفة المقابلة، بعد نجاح تمرير التمديد لقائد الجيش جوزيف عون ولمدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عثمان… كان لا بدّ من الاستفسار عمّا إذا كان يمكن استثمار هذا النجاح في الانتخابات الرئاسية؟ أم أن هذا الاستحقاق لا يزال بعيد المنال، في هذا الصدد، يعتبر الخير، “أنّ النجاح في حماية المؤسسات الأمنية والعسكرية من تمدّد الفراغ إلى قيادتها، كما هو حاصل في رئاسة الجمهورية، في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة، وليس في تمرير قرار التمديد الذي شمل قائد الجيش جوزيف عون ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، هدفه التأكيد على الثقة المتجدّدة بقيادتهما الأصيلة لهذه المؤسسات وبانجازاتهما.”ويتابع “لذا، نأمل استثمار إيجابية ما حصل في جلسة التمديد في الملف الرئاسي داخلياً، في موازاة الدفع الخارجي، من أجل إعادة الملف الرئاسي إلى واجهة البحث عن مساحات وطنية مشتركة تؤمن التوافق حول مرشح لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب فرصة، وإعادة الانتظام لحياتنا السياسية والديموقراطية”.

اما عن المرشح الأقرب إلى سدة الرئاسة من بين هذه الأسماء، فيؤكد الخير ” كل الاحتمالات مفتوحة، وكل الأسماء خير وبركة وتلبي مواصفات المرحلة، مع التأكيد على أن التوافق هو المرشح الأقرب إلى سدة الرئاسة، بمعزل عن الأسماء”.

وعن اعطاء التكتل وعدًا للرئيس بري بانتخاب فرنجية في الجلسة الانتخابية الحاسمة، يؤكد الخير ” أنّ الوعود التي قُطعت هي للبنانيين وتشتمل ممارسة المسؤوليات الدستورية والوطنية، والمشاركة في كل الجلسات لانتخاب رئيس، وعدم الوقوف طرفًا في تعطيل نصاب أي جلسة قد تؤدي الى انتخاب الرئيس، بمعزل عن الأفضلية من الأسماء بالنسبة للتكتّل، أو من يكون الرئيس المنتخب، ما دام كل ذلك يتم تحت سقف مجلس النواب و”دستور الطائف” والنظام الديموقراطي”.

أما في موضوع التنسيق مع السفير السعودي وسماحة المفتي حول الاستحقاق الرئاسي، وموضوع تسمية رئيس الحكومة والأسماء المقترحة لموقع الرئاسة الثالثة، يجيب الخير بسرعة “بس نوصلها منصلي عليها”، معتبرًا أن موقفهم سيتحدّد الوقت المناسب، إذا لا يزال من المبكر اليوم الحديث عن تسمية رئيس حكومة قبل معرفة هوية رئيس الجمهورية المقبل.”مضيفًا، “لا شك أن هذا الموضوع سيكون محلّ تشاور وتنسيق مع سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، انطلاقاً من كونه على رأس دار الفتوى بما تشكله من مرجعية وطنية وإسلامية معنية بموقع رئاسة الحكومة والحفاظ عليه، وكذلك مع سعادة سفير المملكة العربية السعودية الصديق وليد البخاري، نظراً للتشاور المستمر معه بالاستناد إلى حرص المملكة على لبنان وعروبته، وما تشكله من مرجعية إسلامية وعربية بالنسبة لنا، وصمام أمان لـ”دستور الطائف” وضمانة لإنجاز كل الاستحقاقات الدستورية تحت سقفه، كما تفعل اليوم في الملف الرئاسي بالتنسيق مع أعضاء “اللجنة الخماسية”، انطلاقاً من دورها الوازن والمؤثر عربياً واقليمياً ودولياً”.

وحول استمرار غياب الرئيس الحريري وتعليق عمله السياسي ومدى تأثيره على عمل النواب السنة نيابيًا وسياسيًا واشعبيًا، يعترف الخير “بأنّ تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي ترك فراغاً كبيراً لا يمكن لأحد ملؤه، نظراً لدينامكيته الوطنية والسياسية التي يفتقدها الجميع كل يوم أكثر من يوم، ونظراً لحضوره المتجذر في وجدان اللبنانيين عموماً، وفي وجدان الطائفة السنية خصوصاً، كزعامة وطنية تستمد قوتها من قوة الإرث الكبير للرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن قوة ما بذلته من تضحيات ومبادرات من أجل لبنان أولاً”. مؤكّدًا، “أنّ الواقع صعب في ظلّ غياب الرئيس سعد الحريري وما يمثله من قيادة وطنية وإنسانية واعتدال وعروبة”، ولافتًا إلى “أنّ النواب يحاولون تحمل المسؤولية قدر الإمكان، وحماية دورهم الوطني والسياسي ضمن التوازنات والمعادلات القائمة، كما ويحرصون على تحدي كل الظروف الصعبة التي يعاني في لبنان من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية، من أجل الوقوف إلى جانب الوطن بما تيسر من إمكانيات متاحة، في ظل عجز الدولة وغيابها الكلي عن تقديم الخدمات الأساسية”.

وعن العلاقة مع الرئيس ميقاتي فيصفها الخير بالممتازة، فيها من الودّ والحرص على توطيدها بفعل التنسيق والتعاون المثمر في خدمة الأهل في الشمال وكل لبنان منذ أن تمّ انتخابه نائباً عن منطقة المنية الإدارية”، مشيرًا الى “أنّّه سبق وعبّر في إحدى إطلالاته الإعلامية عن عمق العلاقة بقوله “أنني كسبت أخاً وصديقاً اعتز به”.

ويعلن الخير، من موقعه كنائب سني شمالي، “وقوفه إلى جانب موقع رئاسة الحكومة ظالماً أو مظلوماً”، مؤكّدًا “دعمه المستمر للرئيس نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة الحالية، نظراً لكونه يحمل كرة نار في هذه الظروف الصعبة، ويحاول قدر الإمكان تصريف الأعمال وتسيير شؤون البلاد والعباد تحت سقف الدستور والمصلحة الوطنية، في انتظار انتخاب رئيس جديد للجمهورية.”

اما عن العلاقة مع الرئيس الحريري وامين عام تيار المستقبل أحمد الحريري فيؤكد الخير “هناك تواصل وديّ مع الرئيس سعد الحريري بعيد كل البعد عن السياسة، وكذلك التواصل مستمر ودائم مع الأمين العام لـ”تيار المستقبل” الصديق أحمد الحريري في سياق متابعة شؤون الناس وما تقتضيه مصلحة أهلنا في منطقة المنية التي لم تعلّق يوماً وفائها والتزامها بخط الرئيس الشهيد رفيق الحريري الوطني والعربي والإنساني.”

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top