بقلم ديانا خدّاج
خشية من توسع الحرب في الشرق الاوسط، وضمن نطاق مساعي الولايات المتحدة، وصل المبعوث الأمريكي آموس هوكستين بالامس الى بيروت في مهمة جديدة لمحاولة تهدئة الأوضاع على الحدود الجنوبية.
في الإطار كشف الكاتب السياسي منير الربيع لـ”ديمقراطيا نيوز” عن محاور ومسارات المفاوضات الدائرة حول هذه الصيغة، وأشار الى “ان المباحثات قد حققت كما يبدو تقدماً ودخلت في مناقشة التفاصيل الدقيقة.”
بحسب الربيع، مساعي هوكشتاين تتضمن ثلاثة مراحل، وتطرح أفكارًا حول كيفية ضبط المواجهات في الجنوب اللبناني وصولاً إلى “اليوم التالي” لبنانيًا بعد انتهاء حرب غزة.
المرحلة الأولى من المفاوضات، هي السعي لتخفيض التصعيد بين “حزب الله” وإسرائيل، وحصره ب 8 كيلومتر فقط وفق قواعد الاشتباك القديمة، لمنع تتطور وتوسع نطاق النزاع، حيث يرفض الحزب أي وقف للعمليات العسكرية قبل توقف الحرب في غزة. والأفكار التي يطرحها الأميركيون بهذا الشأن ترتبط بالمساعي الحالية لاستئناف مفاوضات تبادل الأسرى والتوصل إلى هدنة إنسانية في غزة تستمر 4 أسابيع يجري خلالها وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، وتتكثف في أثنائها المفاوضات لضمان عدم عودة الاشتباكات في جنوب لبنان، في حال تجدّدت في غزة بعد انتهاء المهلة المحددة.
ويشدّد الغربيون على ضرورة إيجاد ضمانات تمكّن السكان الاسرائيليين في الشمال من العودة دون تخوّف من اي خطر. والأفكار الأميركية والدولية بهذا الشأن تقترح أن يسحب الحزب قواته القتالية فقط وأسلحته الدقيقة ومسيّراته، دون أن يعني ذلك تهجير كوادره ومسؤوليه وعناصره ومراقبيه العسكريين، الذين يتحدرون من مناطق حدودية، من قراهم.
يتابع الربيع “هذه المراحل تحتاج للوقت بالرغم من تكثيف الجهود الاميركية واصرارهم على عدم التصعيد في المواجهات، فكل الصيغ المطروحة تهدف الى اتفاق حول تطبيق القرار 1701، ليس بالمعنى القانوني او التقني او تحت الفصل السابع بموجب قرار مجلس من الامن لانه غير متوفّر”.
يضيف “المسائل مبنية على مقايضات سياسية تتعلق بالمفاوضات الاميركية الايرانية.
بالنسبة للمرحلة الثانية التي يركّز عليها هوكشتاين هي ملف ترسيم الحدود البرية، معتمدًا على النجاح الذي حققه سابقاً في ترسيم الحدود البحرية. والأفكار المطروحة بهذا الشأن تتعلق بمعالجة “النقطة b1” وملف مزارع شبعا وتلال كفرشوبا مع إعادة شمال الغجر إلى لبنان وتسميتها بـ “خراج بلدة الماري”، فيما يتم البحث ايضا بمصير سكان هذه المنطقة الذين يريدون البقاء في إسرائيل.
أما المرحلة الثالثة فستتولى ضمان موازاة مفاوضات الترسيم مع انتاج تسوية سياسية تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة.”