العقرب- ديمقراطيا نيوز
أثارت زيارة المبعوث الأمريكي هوكشتاين إلى لبنان موجة من التفسيرات والتحليلات، خاصةً في أوساط الإعلام المحسوب على محور الممانعة. يُلاحَظ أنّ الإعلام المرتبط بحزب الله يحاول تضخيم أهميّة هذه الزيارة، مُظهرًا إيّاها كدليل على الأهمية الاستراتيجية للحزب في اللعبة الإقليمية. ومع ذلك، يُشير المراقبون إلى أنّ هذه الزيارة قد تكون مُجرّد تكتيك دبلوماسي لتمرير الوقت لتُمكّن إسرائيل من تحقيق أهدافها في غزّة.
يتمّ التجاهل عمداً بأنّ الإدارة الأمريكية أرسلت وزير الخارجية الى الدول المؤثّرة في المنطقة وأرسلت مُوظّف في الإدارة الى حزب الله، وهذا دليل على عدم أخذه على محمل الجدّ كما يحاولون التصوير. يتفاوض الحزب مع مندوب أمريكي-إسرائيلي بدون إعتراض. إنتقى هوكشتاين الطرف الأكثر مرونةً للتفاوض معه والطرف الذي يقدّم تنازلات لإسرائيل بدون مقابل يُذكَر، كما حصل خلال ترسيم الحدود البحرية.
يُفاوض حزب الله الخارج نيابةً عن اللبنانيين. يُعتبر هذا النهج مصدر قلق بالنسبة للكثيرين، لاسيّما في ظلّ عدم الأخذ بعين الاعتبار الآثار السلبيّة لاستفراده بالقرارات المصيريّة. يقوم حزب الله بهذه المسرحيّة بمرافقة بروبغندا إعلاميّة تُألّه الحزب وأعماله غير المشروعة في سياق حرب نفسيّة على الداخل لترهيبهم ليقبلوا به كحاكم للبلد. تتباهى ماكينته الإعلامية بأنّه المفاوض الوحيد في لبنان مع الخارج متجاهلةً النتائج السلبية على السياسة الخارجية للدولة.
الإستكبار والتفرّد بالمفاوضات هو دليل ضعف داخليّ لعدم وجود قدرة على تنفيذ أيّ من هذه القرارات، فلا أرضيّة مُناسبة لها في الداخل. الحزب الذي يبحث في فُتات السياسة الإقليميّة عن بعض المكاسب في الداخل يُحاول التعويض عن خسائره لترميم صورته أمام الرأي العام اللبناني.