كتب عبدالله بارودي
صدقت معلومات “ديمقراطيا نيوز” وأصدر وزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي قراره بالإطاحة بأمل شعبان رئيسة دائرة الإمتحانات في الوزارة ب”التكليف”، وأمينة سر المعادلات ما قبل الجامعية ب”التثبيت”، وسيكون لهذا الأمر أهمية بالغة في سياق ما سنطرحه لاحقًا!..
كل ما حصل في ال ٢٤ ساعة الماضية كان محضّرًا سلفًا منذ ثلاثة اشهر، وهو ما كنّا قد ذكرناه في مقالتنا الاسبوعية “الساعة ٢٥” عبر موقع “ديمقراطيا نيوز” بتاريخ “٩ كانون الثاني”، بأن الهدف الأساس من وراء كل ما تتعرّض له شعبان قضائيًا هو اقالتها من منصبها لا أكثر ولا أقل، حتى لا تبقى “حجر عثرة” في وجه كل ما يتمّ تنفيذه في أروقة الوزارة!..
لكن الأنكى، ان الوزير الحلبي “المُربك” كيف لا؟، وهو يعلم تمامًا بفعل خلفيته وخبرته القضائية “براءة” شعبان من التهم المنسوبة اليها. الا انه تحت ضغط القوة السياسية المحكوم تحت وطأتها، والخاضع لتوجيهاتها، ارتكب خطأين قانونيين كبيرين بحسب ما يقول مصدر قانوني مطلّع على تفاصيل الملف ل “ديمقراطيا نيوز” الأول، بأنه ” ان كان يحق لمعاليه اقالة شعبان من رئاسة الدائرة لأنها أصلا تمارس عملها فيها بالتكليف. وعليه، يمكن اصدار قرار اداري بتكليف غيرها بهذه المهمة. الا أنه في نفس الوقت، لا يحق له ودون اي مبرّرات قانونية ايقاف عملها كأمينة سر المعادلات وهي “مثبّتة” فيها، وهو الأمر الذي يبدو ان الفريق القانوني الخاص بشعبان سيطعن به أمام مجلس شورى الدولة بسبب تجاوز حدّ السلطة”.
يضيف المصدر ” الخطأ الثاني، أن وزير التربية أصدر قرارين في نفس اليوم، وهو أمر مستغرب وغير مسبوق، الأول بإعطاء اجازة لشعبان مدتها أربعة أشهر، والثاني بالإقالة.
علمًا انه بحسب القانون لا يحق للادارة اعطاء اجازات دون ارادة او موافقة الموظفين، بل هو حق مُعطى حصرًا للموظف. وكل ما يتيحه القانون للوزير او المدير العام النظر في كيفية اعطاء هذه الإجازة وتوزيعها، وذلك بما يتناسب مع مقتضيات وحسن استمرار العمل الإداري!!.. وهو ما سيكون أيضًا محل طعن أمام مجلس شورى الدولة..”
الأجمل والأروع من كل ذلك، تقول مصادر مواكبة للملف “ان شعبان بعد انتهاء الإحتفال مع زملائها بتخلية سبيلها وعودتها الى العمل في الوزارة اتصلت عند الساعة الواحدة والنصف ظهرًا بالوزير الحلبي وطلبت منه الإذن لزيارته، فأجابها بأنه سيكون في مكتبه بين الرابعة والخامسة بعد الظهر.
بالفعل وصلت شعبان الى مكتب الوزير في التوقيت المناسب، اجتمعت معه على مدار ساعة ونصف تقريبًا، وطوال الوقت، وبحضور عدد من الموظفين والمستشارين، أشاد الحلبي بعبارات وكلمات الإطراء والمديح بشعبان ومسلكها، وتيقّنه من براءتها، واعتبارها مثالًا يُحتذى للموظف الكفوء والنزيه.
ولم يكتفِ الحلبي بذلك، بل طلب من شعبان العودة فورًا الى ممارسة عملها بشكلٍ طبيعي في الوزارة وتشكيل اللجان والتوقيع عليها.
في اليوم التالي وصلت شعبان الى مكتبها وأثناء ممارسة عملها وصلها القرار بالإجازة والإقالة رغمًا عنها وقبل البت أساسًا بالدعوى .. فما الذي تبدّل عند الحلبي بين ليلة وضحاها؟!..”
ثمة من يجزم، بأن لا ضرورة للبحث عن أسباب وخلفيات القرار، لأن الأهم من كل ذلك، ان شعبان أصبحت خارج مغارة “علي بابا”.. ولن تعود !..