هل يحمي لبنان اوروبا من موجة نزوح سورية؟

هل يحمي لبنان اوروبا من موجة نزوح سورية؟

بقلم ديانا خدّاج

فجأة، عاد ملف النازحين السوريين الى الواجهة، وكثُرت المطالبات بإعادة تلك الاعداد الهائلة الى بلادها. وبالرغم من ان اللبنانيين اليوم (دولة وشعب) قد توحّدوا على هذا المطلب، الّا ان اعداد النازحين تتزايد يومًا بعد يوم وكأنها تضرب المناشدات عرض الحائط. وكما هي العادة في لبنان، ما يجري فوق الطاولة لا يتطابق مع ما يحصل تحتها!..
في حديث ل”ديموقراطيا” اعتبر الصحافي والكاتب السياسي، ابراهيم ريحان، ان المستفيد من بقاء السوريين في لبنان بالدرجة الاولى هو النظام السوري الذي يمتلك ورقة ضغط اقتصادية تمنعه من اعادتهم الى بلادهم بسبب عدم قدرته على اعادة الاعمار، مما يسهّل العودة، وبدورها هذه الورقة قد تلغي بعض العقوبات المفروضة على النظام من المجتمع الدولي.
الغرب بدوره يعدّ من المستفيدين ايضًا من وجود الشعب السوري على الاراضي اللبنانية، لعدّة اسباب تتعلّق بديموغرافية لبنان، ومن اجل حصوله هو الاخر على ورقة تفاوض مع النظام مقابل المال واعادة الاعمار، اما لبنان فبقي ضحية هذا التجاذب السياسي الحاصل بين الطرفين.”
أضاف ريحان “لا يمكننا النّفي ان هناك مخطّطا يحاك ضدّنا، خاصّة ان الدول الغربية وتحديدًا الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة يرفضون رفضًا قاطعًا اي خطوة ممكن ان يقوم بها لبنان رسميًا لاعادة النازحين الطّوعية الى بلادهم، مما يجعلنا نطرح عدّة اسئلة اهمّها، هل هذه مقدّمة دمج السوريين بلبنان ومن بعدها الى التوطين”؟.
وحول فتح ملف النازحين بشكل عاجل في الوقت الحالي، لفت الى ان ما سرّع اعلان حالة الطوارئ، كان تدفّق موجة نزوح كبيرة من اللاجئين خاصة بعد الاشتباكات التي حصلت في دير الزور، بين قوّات سوريا الديمقراطية (قسد) والقبائل العربية. فأتوا من اقصى الشرق السوري باتجاه لبنان باعتباره ممرًّا سهلاً نحو اوروبا عبر البحر، مع موجة اخرى أتت من مداخل مختلقة مثل الجنوب السوري. بالاضافة الى الوضع الاقتصادي في بلادهم الذي يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، ما ادى الى تخوّف الجهات الرسمية السياسية والأمنية في لبنان من قنبلة ديموغرافية موقوتة في المناطق اللبنانية، كالبقاع الذي يأوي نصف مليون سوري الهوية، اي ما يعادل عدد اللبنانيين وربّما اكثر!”..
واعتبر ريحان ” ان لبنان يحمي اوروبا من موجة نزوح سورية، لكن الوضع الداخلي يمنعه من الاستمرار بهذا الاتجاه، حتى وإن كانت الارادة متواجدة عند بعض الجهات الرسمية.”

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top