خاص موقع mtv
فجّر الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط مفاجأة بإعلانه تأييد ترشيح “أي شخص” لرئاسة الجمهورية رئيس تيار المردة “سليمان فرنجية أو غيره”.
جاء الموقف بعد أيام قليلة على عشاء كليمنصو، الذي أراده عائلياً، مع كل ما رافقه من صورة برسائل كثيرة، ما فتح الباب أمام تكهنات وتحليلات بالجملة. ورغم حرص جنبلاط على الإشارة إلى أنه “موقف شخصي”، وثمة من لا يوافقه على ذلك من “اللقاء الديمقراطي”، فإن السؤال الأبرز يدور حول موقف النائب تيمور جنبلاط الذي كان سبق ورفع “فيتو” بوجه رئيس “المردة”. فما حقيقة الأمر؟
أوضحت مصادر مطلّعة أنّ ما قاله جنبلاط ليس استدارة بقدر ما هو محاولة تحريك للمياه الرئاسية الراكدة، على قاعدة أنه لم يعد لديه مشكلة مع أيّ مرشحٍ كان، فالمهم هو ملء الشغور الرئاسي وإعادة انتظام عمل المؤسسات من جديد.
وأشارت المصادر إلى ان موقف جنبلاط يدعم أي إسم، أكان فرنجية أو سواه، ولسان حاله هذه الأيام “مين ما إجا يجي”، وهو بذلك يضع الجميع من الكتل النيابية أمام حرج كبير لجهة ضرورة تحسّسهم بالمسؤولية وانتخاب رئيس.
أما عن قوله انتظار اتفاق المسيحيين على اسم الرئيس، فقد وجدت فيه المصادر موقفاً قديماً جديداً، فجنبلاط كان حرص من بدء الشغور الرئاسي على القول إنّه لا بد من أخذ موقف الكتل المسيحية بعين الاعتبار، وتجنب ولا يزال استفزاز المسيحيين، وانطلاقاً من هذا المبدأ كان تأييد الكتلة لكل من المرشحين ميشال معوّض وجهاد أزعور، بعدما حازا على الدعم المسيحي الأوسع.
وبشأن موقف تيمور جنبلاط، فالمصادر تشير إلى تكرار رئيس اللقاء الديمقراطي أكثر من مرة قوله إن الحوار والتواصل أساس للخروج من الأزمة، وتذكّر بأنه كان هو من زار فرنجية في بنشعي وعزز خطوط التواصل مع نجله طوني، ووجّه الدعوة إلى عشاء كليمنصو.
ولا شك أن جنبلاط يجري مناورة رئاسية في الوقت المستقطع، فالرئاسة لا زالت بعيدة، وهو يدرك ذلك وقالها في أكثر من مناسبة بأن لا رئاسة في المدى القريب، ولإن كانت حرب غزة وانخراط حزب الله بها قد أعادت تعويم فرنجية ورفعت حظوظه بعدما كانت قد تراجعت قبل 7 أكتوبر.
موقف جنبلاط سيشكل إحراجاً لقوى سياسية عدة، ولكن السؤال الأهم هو هل تتطوّر المناورة الجنبلاطية وتقلب الطاولة متى حانت لحظة التسوية الرئاسية؟