خطر الانهيار يهدّد جبل شكّا وينذر بكارثة..والدولة غائبة!..

بقلم صبحية الدريعي

منذ أكثر من ثلاث سنوات انهار جزء من جبل “شكا” شمال لبنان عند نفق المسلك الذي يربط طرابلس ببيروت فعمدت وزارة الاشغال العامة الى تحويل السير الى المسلك الثاني ذهابًا وايابًا “مؤقتًا” بعد تضييقه بالعوازل الباطونية.
سنوات مرّت وحتى اليوم لم يتحرك أحد رغم ان نسبة خطر انهيار الجبل مجددًا مرتفعة مع ازدياد العواصف الذي يشهدها لبنان وهطول الأمطار الغزيرة، وسط تحذيرات عديدة أطلقها الخبراء الجيولوجيّون والبيئيون، لكن لا معالجات طُبّقت ولا من مجيب!..

المهندس زياد حموضة في حديث ل”ديمقراطيا نيوز” يشير الى انه “عندما أقيم نفق “شكا” اخترق الجبل الموجود وتم شقّه وبالتالي كان بحاجة الى جدران دعم على جانبه لتثبيت التربة.
هذا الإجراء طبّق بشكل خاطئ، بعد ان تم ترك التربة فوق جدار الدعم مكشوفة، ولم يتم زرعها. فلو زرعت لساهمت في تثبيت التربة وعدم تشرّب المياه بكميات كبيرة، لأنه مع مرور الوقت عامل الزمن أثّر على جدران الدعم لعدة اسباب منها اشكالية التعرية، اهتراء الحديد، وضعف جدران الدعم جرّاء الضغط عليها طيلة هذه السنوات.

ويلفت حموضة الى “ان الهيئة العليا للإغاثة قامت بدراسة الموقف، لكنها بحاجة لاعتمادات مالية تقدر ب ٩ مليون دولار، جرى تخفيضها الى ٦ مليون دولار، لكن لم يتمّ تأمين الاعتمادات المالية الكافية لتجنب كل هذه الكارثة!..

ويضيف “نحن اليوم بحاجة لإعتمادات مالية سريعة لمعالجة هذه المشكلة بشكل جذريّ، لكن الى حين تأمينها يجب مراقبة الجبل من ناحية التربة لتجنب انزلاقها اكثر، كما يجب وضع أقنية كيّ لا تتغلغل الماء داخل التربة أكثر”.

وينبّه حموضة الى “ان هذا الحلّ ليس حلًّا جذريًا، لأن نتيجة نجاحه غير مضمونة. أما المعالجة الأمثل فهي هندسة تثبيت تربة الجبل من خلال زرع كابلات مشدودة داخل الصخر العميق مع مواد لاصقة ضمن تجويف يتم حفرها بالصخر العميق في الجبل تساعد على عدم تحرك التربة اكثر .”
ويشرح “مع المنخفضات الجوية التي قد تضرب لبنان وفق التوقعات ستكون الأمطار طوفانية، مما يؤدي إلى تشبّع تربة الجبل الصلصالية بالمياه بشكل سريع، وبالتالي زيادة وزنها وتفكّكها.
هذا الأمر سيؤدي إلى ما لا يُحمد عقباه من انهيارات جديدة أكبر من السابقة، وخطر على السلامة المرورية العامة، وقطع الطريق الدولية بين شمال لبنان وبقية المناطق اللبنانية!..”

ويختم حموضة “لذلك يتوجب على الدولة و مؤسساتها اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لاعادة وضع الطريق للحالة الطبيعية، وبالحدّ الأدنى مراقبة استقرار تربة الجبل من عدمه للحفاظ على السلامة العامة و التنبيه قبل وقوع اي كارثة!..”

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top