أطلقت وزارة الزراعة خلال مؤتمر صحافي، Wine Rally Paper 2024، بالتعاون مع المعهد الوطني للكرمة والنبيذ، وبرعاية المدير العام للوزارة المهندس لويس لحود، في غرفة التجارة الصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان – الصنائع.
حضر المؤتمر الصحافي رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير، المديرة العامة لوزارة الصناعة شانتال عقل، نقيب اصحاب المطاعم في لبنان طوني رامي، رئيس المعهد الوطني للكرمة والنبيذ ظافر شاوي، رئيسة الاتحاد اللبناني للكرمة والنبيذ ميشلين توما، صاحب ومنسق فكرة wine rally paper الصحافي جوستان اسحق، امين سر الهيئات الاقتصادية في غرفة التجارة والصناعة في بيروت وجبل لبنان الفونس ديب، إضافة إلى عدد من أعضاء المعهد الوطني للكرمة والنبيذ.
بعد النشيد الوطني، رحب رئيس الهيئات الاقتصادية بالحضور في “غرفة بيروت وجبل لبنان بيت الاقتصاد اللبناني الحاضن لمختلف النشاطات الإقتصادية”، مشيرا الى أن “لقطاع النبيذ إرث ثقافي وتاريخي مميز”.
وأشار الى أن “هذا القطاع استطاع أن ينمو ويتطور ويتوسع من حيث الإنتاج ومن حيث التصدير وعدد الدول التي بات يدخل أسواقها ، والأهم من حيث النوعية حيث بات يحصد الجوائز العالمية وينافس كذلك أهم الأسماء حول العالم. وهذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا وجود منتجين عريقين ومؤمنين بما تنتج أرضهم، وبالتأكيد لولا وجود قيادات على رأس هذا القطاع آمنت به وبقدراته”.
وشكر “المدير العام للزراعة وشاوي وكل المنتجين وعلى رأسهم رئيسة الإتحاد وكل من سبقها”.
وقال: “نعم، إن قطاع النبيذ بما يمثل هو قطاع واعد والفرص أمامه كثيرة خصوصا في الأسواق العالمية. لقد كانت غرفة بيروت وجبل لبنان سباقة بالإيمان بهذا القطاع ودعمه للمشاركة في المعارض العالمية، رهاننا كان في محله، وسنبقى على الدوام في خدمة كل القطاعات الاقتصادية ومنها قطاع النبيذ”.
بدوره، قال اسحق: “جمعنا فكرتين للوهلة الأولى اعتقدنا أنهما لا تلتقيان. رالي بايبر والنبيذ اللبناني. ولكن بعد الدراسة تبين أن القواسم المشتركة كثيرة. فللنبيذ اللبناني تاريخ كبير وإرث فريد وثقافة خاصة ودراسات وغيرها”.
اضاف: “سيعيش المشتركون معنا في الرالي بايبر ثمانية أشهر من المسابقات وحل الألغاز وزيارات الخمارات في كافة المناطق اللبنانية ضمن طريق النبيذ Route du vin، وسيكتسبون خبرة في عالم النبيذ ويتعرفون عن كثب على كل ما له علاقة بهذا القطاع الناجح”.
وتابع: “ننطلق معا برحلة ممتعة فيها الكثير من المواعيد ولكن فيها أهداف مهمة بنينا عليها مداميك هذا النشاط. مدماك زراعي عبر معاينة زراعة الكرمة والاهتمام بالأرض والتربة والتعرف عن قرب على قطاع النبيذ بشقيه الزراعي والبيئي. كما التطرق الى الطبيعة اللبنانية والمناخ”.
وقال: “مدماك ثقافي ضروري لضمان تثقيف المشتركين بكل ما له علاقة بعالم النبيذ اللبناني من الدراسات والبحوث وحل الألغاز العلمية. ومدماك اجتماعي في التشارك والإختلاط الفكري بين المشاركين الذين سيجتمعون من المناطق اللبنانية كافة ليتنافسوا بفرح وحماسة. ومدماك إقتصادي من خلال تشجيع السياحة و تسليط الضوء على القرى والبلدات اللبنانية والتفاعل مع الاغتراب اللبناني. ولتسليط الضوء على جودة الصناعة المحلية من خلال منتج النبيذ اللبناني بما يساهم في زيادة الاستهلاك وتصريف الانتاج والمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني”.
اضاف: “هناك جوائز كبيرة تنتظر الفائزين، الكل سيخرج فائزا من هذه المسابقة ولكن للرالي نظام لا ينتهي الا بفوز فريق باللقب يوم ٢٨ ايلول ٢٠٢٤. لمسات جديدة أردنا وضعها في المشروع لا سيما في باص النبيذ اللبناني Van du vin libanais الذي سيحمل قصص النجاج لقطاع النبيذ ويدور بها المناطق كافة. وبيت النبيذ اللبناني Maison du Vin Libanais الذي سيكون المقصد الأساسي للمشتركين ومحبي النبيذ”.
وتابع: “شبابنا وشاباتنا أنتم مدعوون لرحلة فريدة تحمل الكثير من المفاجآت، وكما حبة العنب ستكونون عنقودا يعصر فكره لإخراج أفضل ما لديه. ولمنتجي النبيذ أقول: على قدر إيمانكم بأرضكم وأرزاقكم وإنتاجكم وصناعتكم النوعية. حملتم راية الارض ونفسها وروحها التي رفعت إسم وطنكم، ان الفخر يعتريكم وأنتم ترددون أينما كنتم هذا النبيذ من أرض لبنان”.
أما رئيس المعهد الوطني للكرمة والنبيذ فقال: “لحظ قطاع النبيذ تطورا ملموسا منذ بداية هذا القرن، حيث ازداد عدد المنتجين من ۱۰ في العام ۲۰۰۰ لنحصي اليوم حوالي ٦٠ منتجا يتواجدون في كافة المناطق اللبنانية من البترون إلى جبل لبنان إلى البقاع والجنوب وبينهم ٤٦ أعضاء في المعهد الوطني للكرمة والنبيذ ولا نزال بانتظار إنضمام جميع المنتجين الذين يستوفون شروط العضوية، علما أن الإنتساب للمعهد إلزامي وفق التشريعات اللبنانية”.
اضاف: “بموازاة ازدياد عدد المنتجين إزدادت كمية الإنتاج، حيث تجاوزت ۱۰ ملايين زجاجة سنويا يصدر نصفها تقريبا ليصبح النبيذ اللبناني سفيرا للبنان في أكثر من ٤٠ دولة في العالم. ومع إزدياد عدد المنتجين، إزدادت المنافسة البناءة، فأصبح النبيذ اللبناني يقارن بأفضل أنواع النبيذ في العالم واشتهر في كافة أرجاء المعمورة”.
وتابع: “من الطبيعي، مع هذا التزايد الملموس الذي يفتخر به، أن يتعرف اللبنانيون على ميزات وخصائص النبيذ اللبناني من انواع كرمة النبيذ الى المساحات المزروعة ومواقعها، إلى بقية إنتاج النبيذ، وخصائص هذا الإنتاج وإقتصادياته ناهيك عن موقع النبيذ كثقافة في المجتمع والتراث اللبناني”.
وختم: “هكذا، حرص مجلس ادارة المعهد الوطني للكرمة والنبيذ على السعي لتطوير قطاع النبيذ اللبناني وتحسين سمعته ودعوة اللبنانيين إلى الإفتخار بمنتجهم وزيادة استهلاكه، وذلك من أجل جدولة عدة نشاطات تصب في هذا الهدف”.
وختاما، أكد المدير العام للزراعة “استمرار الوزارة في دعم تسويق النبيذ اللبناني للأسواق المحلية والخارجية”، منوها بمنتجي النبيذ اللبناني في كل المناطق اللبنانية لجهة احترامهم للنوعية والمواصفات المحددة في صناعتهم المميزة، وايضا لجهة استمرارية هذا القطاع الحيوي رغم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي نشهدها في لبنان”.
ولفت إلى أن “هذا القطاع الحيوي يؤمن فرص عمل للشباب ويعزز العجلة الاقتصادية”، داعيا “الانتشار اللبناني في الخارج إلى العمل على دعم تسويق النبيذ اللبناني مما يعزز من كمية الصادرات وفتح أسواق جديدة”.
وأشار إلى أن “تعاون وزارة الزراعة مع السفارات اللبنانية أدى إلى وصول النبيذ اللبناني إلى مختلف الاسواق في أنحاء العالم”، كاشفا أنه “سيصل أيضا إلى الأسواق الصينية”، مؤكدا أن “التعاون المشترك مع وزارات الصناعة والاقتصاد والخارجية والمغتربين ساهم بشكل كبير في تطوير قطاع النبيذ اللبناني خلال السنوات العشر الماضية وتجاوز عدد الخمارات والمعامل الـ 60”.
وأشاد لحود بـ”التعاون المثمر مع الهيئات الاقتصادية واتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في مختلف المجالات”، شاكرا رئيس الهيئات الاقتصادية على “مواكبته لتطوير قطاع النبيذ منذ العام 2012″، مشددا على أن “وزارة الزراعة ستتابع التعاون مع المعهد الوطني للكرمة والنبيذ والاتحاد اللبناني للنبيذ والجامعات اللبنانية لمواكبة التطور والحداثة في هذا القطاع”.
ولفت الى أن “إطلاق wine rally paper سيتم في الاول من شباط المقبل ويستمر لغاية 30 ايلول، وستشمل مراحله كل المناطق اللبنانية حيث تواجد ومراكز منتجي النبيذ وستكون أهدافه إشراك الشباب اللبناني في دعم وتسويق وتطوير النبيذ، وايضا التعرف على المساحات الزراعية المشمولة بالتصنيع من الخمارات اللبنانية المنتشرة في كل المناطق”.
وحيا صاحب فكرة مشروع Wine Rall الصحافي جوستان اسحق، منوها بجهوده وفريق عمله من أجل إنجاح هذا المشروع.