كتبت لارا يزبك في “المركزيّة”:
حاول الخماسي الدولي دفع الاستحقاق الرئاسي قدماً، وتحريك المياه الراكدة في مستنقعه. سفراؤه، وبعد سلسلة اتصالات تنسيقية في ما بينهم، توجهوا الى عين التينة، التي تحمل “مفتاح” الباب الانتخابي، طالبين منها ملاقاتهم في منتصف الطريق.
برّي استقبل اذا الثلاثاء سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، سفير دولة قطر الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن فيصل آل ثاني، السفير الفرنسي هيرفي ماغرو، سفير جمهورية مصر العربية علاء موسى، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون. ووفق مكتب بري، اللقاء الذي استمر زهاء الساعة، جرى خلاله عرض للمستجدات لاسيما الاستحقاق الرئاسي، ليوضح بعده رئيس المجلس ان “الموقف كان موحداً والإجتماع مفيد وواعد”.
هي كلمات قليلة نطق بها بري… لكن هل تعكس فعلا حقيقة ما جرى في المباحثات؟ بحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية”، فإن الموقف الموحّد الذي تحدث عنه، يتمثل فقط في الاتفاق على ضرورة فصل الملف الرئاسي عن المستجدات في الاقليم وتحديداً عن تطورات غزة، ويبقى معرفة الى أي مدى هو دقيق، بما ان كل المؤشرات تدل على ان حزب الله ينتظر تطورات المنطقة ليحدد مصير الرئاسة..
اما عن مدى كون الاجتماع “مفيدا وواعدا”، فهنا “القصة فيها إنّ”، وفق المصادر. فرئيس المجلس لا يزال مصرًّا على طاولة حوار تسبق الدعوة الى الانتخابات، لان أي جلسة من دون هذا الحوار، ستعطي النتائج السلبية ذاتها التي ظهرت في المرات الـ14 السابقة في رأيه. اما السفراء، الذين تحدثوا كلّهم بلغة واحدة، فكانت لهم مقاربة اخرى. فهم لم يروا ان الحوار، بالشكل الذي يريده بري، إلزامي، خصوصاً وان الدستور لا ينص عليه، واقترحوا في المقابل، اجراء محادثات جانبية بين القوى السياسية، تسبق وترافق جلسة انتخابية مفتوحة، تستمر الى حين تمكّن احد المرشحين، من تحقيق السكور المطلوب ليصبح رئيسا للجمهورية.
ووفق المصادر، أكد الخماسي لبري ان المبادرة يجب ان تأتي من لبنان، وان العملية الانتخابية، لناحية الدعوة الى جلسات والتفاهم على اسماء واقتراحها والبحث عمّن مِنها يُمكن ان يحقق اجماعاً أو شبه اجماع.. هي من وظيفة اللبنانيين، ذلك أن أحداً لن ينوب عنهم في هذا المسار. الخماسي كان واضحاً وحاسماً في هذه النقطة، بحسب المصادر، وحرص على تنبيه بري الى ان استمرار بعض القوى اللبنانية، وضمنا هو بطبيعة الحال، في التمسك بمواقفهم الرئاسية لناحية الترشيح “الواحد” أو لجهة اشتراط الحوار، سيعني ان المراوحة السلبية ستستمر.
وبما أن الخماسي يعرف مسبقا ان هذه هي الحال، وان بري، باسمه وبالنيابة عن حزب الله، لا يريد الا رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ويصر على طاولة حوار، فإن المصادر لا تستبعد ان يكون السفراء قاموا بهذه الزيارة من باب “رفع العتب”، خصوصاً بعد ان كثر الكلام عن تحرّك قريب للخماسي في الداخل وعن مبادرة وشيكة له.. او ان هدفهم هو القول “اللهم اشهد اني حاولت”، خاصة عندما تأتي ساعة التسوية في المنطقة، ولا يكون للبنان رئيس يمثله عليها…