عشية الذكرى الرابع عشر من شباط لفت السيد سامر كبارة ان الشهيد رفيق الحريري رجل المهمات الصعبة والتسويات الإقليمية والوطنية التي صنعت الاستقرار السياسي والمالي والاقتصادي وحافظت عليه بعد ثلاثين سنة من الصراع والاقتتال الداخلي.
واضاف ، رفيق الحريري مهندس اتفاق الطائف، الاتفاق الذي أنهى الحرب الأهلية، والذي للأسف لم تتطبق أهم بنوده كالغاء الطائفية السياسية و تطبيق اللامركزية الإدارية، تلك البنود التي كان تنفيذها يضمن وقف الهدر والفساد، ويمكننا من التوجه نحو المكننة في الخدمات وخلق منافسة اقتصادية بين كل المناطق اللبنانية وبالتالي خلق فرص عمل لشبابنا.
وتابع كبارة ، لو طُبق “الطائف” لغابت اليوم الخطابات الطائفية التي أوجدها النظام الحالي الانعزالي لصالح الخطاب الوطني فقط..
ولنتذكر أيضاً أن الشهيد الحريري هو من رعى اتفاق نيسان وشرع المقاومة اللبنانية ضد العدو الإسرائي، وهو من بادر في آخر أيامه بتحريك ملف الوجود السوري في لبنان.
واردف ، رفيق الحريري كان حلم لبنان المزدهر والحر واللامحدود، ولكن للأسف لكل حلم نهاية، قتلوه وقتلوا حلم لبنان واللبنانيين، ومنذ ذلك الحين لم نرَ أي مشاريع استثمارية كبيرة في لبنان بالإضافة إلى دخول البلد بأزمات متتالية لم يخرج منها حتى يومنا هذا.
معتبراً ، ان بعد رفيق الحريري حاول سعد الحريري أن يحافظ على الإعتدال ومقومات بناء الدولة ولكن الظروف الدولية والداخلية كانت دائما بالمرصاد وفي ناحية التعطيل والعرقلة، فهذا النظام الطائفي يحتاج دائماً إلى رعاية دولية أو تسوية اقليمية تعيده للعمل، و هذا ما لم نفهمه نحن اللبنانيين الآملين بالتحرر من التبعية الخارجية وببناء دولة متطورة قوية وقادرة على تحقيق أدنى مقومات الحياة للمواطن اللبناني، وتحقيق العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات.
وفي الختام توجه برسالة للرئيس سعد الحريري قائلاً : تجاربك السابقة في الشأن العام كانت مليئة بالصعوبات والتحديات وأعتقد أن السنوات الماضية كانت قاسية على كل الأصعدة، وقد تكون هذه مشيئة القدر كي تعود اليوم أقوى وتكون بموقع أمتن وأمكن، وتكون رجل دولة حديدي بكل ما للكلمة من معنى.
نريد من سعد الحريري أن يلعب دوراً جوهرياً في بناء لبنان، وخاصة أن هناك تسوية حقيقية قريبة، نريده أن يحاسب الفاسدين من حوله ويبدأ من جديد بكل عزم و حزم و قوة!
هذه الذكرى هي محطة أساسية في تاريخ لبنان المعاصر، عنونها العيش المشترك، لبنان القوي المزدهر.. عنوانها شهيد لبنان، رفيق الحريري.